مثل : من قابلت؟ فتقول : صديقا (١). أى : قابلت صديقا.
وفى بعض الأساليب القديمة التى نحاكيها اليوم ما قد يوهم أن الفاعل محذوف فى غير المواضع السالفة ، لكن الحقيقة أنه ليس بمحذوف. ومن الأمثلة لهذا : أن يتكلم اثنان فى مسألة ، يختلفان فى تقديرها ، والحكم عليها ، ثم ينتهى بهما الكلام إلى أن يقول أحدهما لصاحبه : إن كان لا يناسبك فافعل ما تشاء. ففاعل الفعل المضارع : «يناسب» ليس محذوفا ، ولكنه ضمير مستتر يعود إلى شىء مفهوم من المقام. أى : إن كان لا يناسبك رأيى ، أو نصحى ، أو الحال الذى أنت فيه (٢) ...
ومنها : أن يعلن أحدهما رأيه بقوة وتشدد ؛ فيقول أحد السامعين : ظهر ـ أو : تبين ـ أو : تكشف .... يريد : ظهر الحق ... أو تبين الحق ... أو : تكشف الحق.
وقصارى القول : لا بد ـ فى أكثر الحالات ـ من وجود الفاعل اسما ظاهرا ، أو ضميرا مستترا أو بارزا. وقد يحذف أحيانا ؛ كما فى تلك المسائل الأربعة. وحذفه فى المسألتين الأوليين واجب ، أما فى الأخيرتين فجائز.
__________________
(١) ليس من اللازم فى هذه الصورة ، وأشباهها من كل اسم مذكور وحده .. ـ أن يعرب مفعولا به ؛ بل يصح إعرابه شيئا آخر يناسب الغرض والمقام ؛ كأن يكون مبتدأ خبره محذوف ، أو العكس .. أو .. أو .. أو .. أو ...
(٢) سبق الكلام على هذا الموضع عند الكلام على مرجع الضمير ح ١ ص ٢٣٠ م ١٩.