واتبعت الهنود سبل الرشاد. ويصح : عرف .. واتّبع ... ؛ فالتأنيث على قصد تأويل الفاعل بالجماعة ، أو الفئة ، ... وعدم التأنيث على قصد تأويله بالجمع أو الفريق ؛ فكأنك فى الحالة الأولى تقول : عرفت جماعة الفواطم طريق السّداد ، واتبعت جماعة الهنود سبل الرشاد. وكأنك فى الحالة الثانية تقول : عرف جمع الفواطم (١) ... واتبع جمع الهنود (٢) ... فالتأنيث ملاحظ فيه معنى «الجماعة» والتذكير ملاحظ فيه معنى «الجمع». وكأن العامل مسند إلى هذه أو تلك ؛ ويجرى التأنيث أو التذكير على أحد الاعتبارين.
ومثل قولهم : إذا دعا البدوى استجاب سكان الحى لدعوته ؛ فأسرع الرجال إليه ، وبادر الفتيان لنجدته ... ويجوز : استجابت ـ أسرعت ـ بادرت ؛ فيجرى التأنيث أو التذكير هنا ـ كما فى سابقتها ـ على أحد الاعتبارين.
ويجرى على اسم الجمع (٣) واسم الجنس الجمعى (٤) المعرب (٥) ، ما يجرى على جمع التكسير ؛ نحو : قالت طائفة لا تسالموا العدوّ. ونحو : شربت البقر ... ويجوز : «قال ، وشرب» (٦) ...
__________________
(١ ـ ١) وإنما صح حذف التاء من الفعل مع أن فاعله اسم ظاهر حقيقى التأنيث لأن تأويله بمعنى «الجمع» جعله بمنزلة المذكر مجازا ؛ فأزال المجازى الطارئ ما كان يلاحظ لأجل التأنيث الحقيقى كما أزال التذكير الحقيقى فى «رجال» فى الصورة التالية.
(٢) هو ما يدل على ما يدل عليه الجمع ، ولكن ليس له مفرد من لفظه ، مثل : قوم ـ رهط ـ طائفة ...
(٣) سبق تعريفه وكل ما يتصل به فى ج ١ م ١ ص ٢٠.
(٤) بخلاف المبنى مثل : «الذين» فى رأى من يعتبرها اسم جنس جمعيا (وانظر «ا» فى ص ٨٢ حيث تتمة الحكم الخاص بعامل اسم الجنس الجمعى).
(٥) وفى جمع التكسير وفى فاعل «نعم» وأخواتها (وهى التى سبق الكلام عليها قبل جمع التكسير) يقول ابن مالك :
والتّاء مع جمع سوى السّالم من |
|
مذكّر كالتّاء مع إحدى اللّبن |
أى : تاء التأنيث التى تزاد فى العامل للدلالة على تأنيث الفاعل ـ حكمها من ناحية وجودها أو الاستغناء عنها ، كحكمها فى العامل الذى يكون فاعله هو كلمة : «اللبن» (بمعنى : الطوب الذى لم يطبخ بالنار ولم يدخلها) حيث يقال : تكاثر اللّبن. أو تكاثرت اللبن ؛ بزيادة تاء التأنيث أو بحذفها فكذلك ـ