وإنما كانت الإضافة هنا لفظية لأن كلّا من الجزأين يكمل الآخر كما يكمل الحرف الواحد فى الكلمة الواحدة نظائره فيها ، كالخاء ، أو الشين ، أو الباء ... فى كلمة : «خشب» ـ مثلا ـ.
وفائدة هذه الإضافة التخفيف الناشئ من التركيب ، مع التنبيه إلى شدة الامتزاج (١).
(١٠) ومن الإضافة غير المحضة : «الكنية» على الوجه الذى سبق تفصيله وإيضاحه فى الجزء الأول (٢) ...
* * *
إلى هنا انتهت تلك الإضافات الملحقة «بغير المحضة». ونعود إلى ما أشرنا إليه (٣) من الجدل الدائر حولها. ويتركز فيما يأتى :
أمحضة هى أم غير محضة؟ أهى نوع ثالث مستقل بنفسه ، ولكن إضافته «شبيهة بالمحضة» ؛ ويجب أن يسمى بهذا الاسم؟.
ثم لهذا النوع ـ عندهم ـ اعتباران ؛ أحدهما الاتصال ؛ لأن المضاف غير مفصول من المضاف إليه بالضمير الذى يلاحظ وينوى فى الإضافة غير المحضة ، كما سلف بيانه. والآخر : الانفصال ، لأن المعنى لا يصح إلا بتأول
__________________
(١) كما سيجىء فى ج ٤ باب الممنوع من الصرف .. ـ م ١٤٨ ص ٢١٧.
(٢) فى الجزء الأول (م ٢٣ ص ٢٧٧ عند الكلام على «العلم» ونقلنا بعضه فى «ا» من ص ٤٢٩ فقلنا ما نصه فى الجزء الأول : «أما الكنية فهى علم مركب تركيبا إضافيا بشرط أن يكون صدره (وهو المضاف) كلمة من الكلمات الآتية : (أب ، أم) ، (ابن ، بنت) ، (أخ ، أخت) ، (عم ، عمة) ، (خال ، خالة) ... وليس منه أب لمحمد ، وأم لهند ، وغيرهما من كل مالا إضافة فيه على الوجه السابق ...».
ثم قلنا فى رقم «ا» من ص ٤٢٩ ما نصه : (والكنية ـ مع تركيبها الإضافى ـ معدودة من قسم العلم الذى معناه إفرادى ؛ فكل واحد من جزأيها لا يدل بمفرده على معنى يتصل بالعلمية ؛ فإذا وقع بعدها تابع ـ كالنعت مثلا فى قولنا : جاء أبو على الشجاع ـ فإن النعت (وهو هنا كلمة : «الشجاع») يعتبر فى المعنى نعتا للاثنين معا ، أى : للمضاف والمضاف إليه ، ولا يصح أن يكون نعتا لأحدهما فقط ، وإلا فسد المعنى ، لكنه يتبع فى الإعراب المضاف وحده ... و ...) اه راجع النص كاملا.
(٣) فى رقم ٦ من هامش ص ٤٠.