(على نهج الأزرية)
الفصل الأول
في الغزل والتشبيب
لمن العيس في البطاح براها |
|
مثل بري القداح جذب براها |
حائرات كأنها سرب طير |
|
حسبت لجة السراب مياها |
وبها الآل في المفاوز والقفر |
|
رياض تنشقت رياها |
ترتعي جمرة الهجير غذاء |
|
فيقيها عن جوعها وظماها |
(٥) سبقت أربع الرياح بمجرى |
|
أربع وارتمت قصي نواها |
شمأل الريح بكرة والنعامى |
|
وعشيا جنوبها وصباها |
ونواصي الآكام في كل نص |
|
من سراها طي الفلاة فلاها |
يعملات شقت بطون المواني |
|
جائبات بطاحها ورياها |
ساقها للورود رجع حنين |
|
من مشوق حيث الزفير حداها |
قد أقلت هوادجا زينتها |
|
من غوان النقى وجوه مياها |
مرحا تنثني وتهوي مراحا |
|
بثرى وجرة ففاقت ظباها |
صرعتنا عيون عين كعاب |
|
أو سعت طعنة القنا نجلاها |
وأرى أضعف الجفون فتورا |
|
حين ترمي حب الحشا أقواها |
إن يسالم لجيرة الحي قلبي |
|
فلحرب الهوى هوى سلماها |
وأزج الحواجب استل بيضا |
|
بزفيها من مهجتي سوداها |
وتحلت طلا وزفت خدودا |
|
صانع الحسن عسجد قد طلاها |
وأسالت دمي بخد أسيل |
|
فوقه النار مهجتي تصلاها |
بالهوى قد تعذر الصبر مني |
|
ما رعتني من الدمى عذراها |
كسرت جفنها لتدرك فتحا |
|
من قلوب العشاق في مغزاها |
مقطف من خدودها الورد لكن |
|
مخطف بالورود ذعرا حشاها |
طوقها يخجل الهلال ويزري |
|
بالثريا مهما بدت قرطاها |