الفصل الثاني
في التخلص إلى المدح ويشرع بمدح خاتم الأنبياء محمد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ
ذاك من أعطي الرسالة قبل (م) |
|
الكون والرسل لم تكن تعطاها |
وبه اختصت النبوة حقا |
|
وعلى الكائنات عم ولاها |
علمه أدرك العوالم حتى |
|
جاز من بدئها إلى منتهاها |
وجرى بحر عفوه الغمر سيلا |
|
فجلى عن بني الليالي غثاها (٢٥) |
(وعلى الممكنات شرفه الله |
|
ومن فيض لطفه أنشأها) |
علم باسمه الملائك قدما |
|
علم الله آدما أسماها |
سجدت مذ رأت له نيرات |
|
شع في وجه آدم لألاها |
قد سرت باسمه سفينة نوح |
|
ومن الموج إذ طمى أنجاها |
وسلاما على الخليل وبردا |
|
نار نمرود سره سواها (٣٠) |
وسعت في يمين موسى عصاه |
|
حية كل ساحر يخشاها |
واستعاد المسيح نفخة إذن |
|
منه يحيط من الورى موناها |
وزكت نفس يوسف في ولاه |
|
حيث من كل ريبة براها |
وبه يونس من الحوت أنجته |
|
يقينا ولاية قد نواها |
وسليمان نال خاتم حكم |
|
من يدي خاتم النبيين طه (٣٥) |
أنبأت باسمه من الغيب صحف |
|
صدق الكون بالهدى أنباها |
وبلا هوت هيكل قد تبدى |
|
والمعاني المقدسات ارتداها |
وطوى سره العوالم طرا |
|
وحوته العلى برادى طواها |
وعلى الطور نوره لاح ليلا |
|
وسناه جلا ذرى سيناها |
وبه روضة النبوة فاحت |
|
عشق الروح روحها فاجتلاها (٤٠) |
أجمل العلم في جوارح جسم |
|
فصلت حكمة الهدى أعضاها |
غبطت مجده النجوم السواري |
|
وبمعناه وفقت مسراها |
لو بدى بالسنا محياه يخفى |
|
منه في أبرج السما نيراها |