كل أسمائه توسمن حسنا
زان من مكرماتها حسناها
(٤٥) يده بيضت من البيض وجها
إن خير الأيدي ترى بيضاها
سيد عصمة الورى فيه خصت
أمسك المرسلون حبل ولاها
حملته يمنى النبوة أعباءا
ثقالا وألبسته عباها
تخضع الإنس والملائك والجن
لعليائه وتلوي طلاها
كم له فصلت أحاديث فضل
سالف الدهر للقرون رواها
(٥٠) صدقت كل أمة بعلاه
حيث كانت رواتها أنبياها
كان من قبل خلق آدم نورا
ظلم الشك في اليقين محاها ...
الفصل الثالث
في مدح الصديقة فاطمة الزهراء ـ عليهاالسلام ـ
مثل زهر النجوم أفعاله الغر
أضاء وبنته زهراها
فاطم بنت أحمد سادت الخلق
جميعا رجالها ونساها
لم نل مريم وآسية الزهراء
ولا سارة ولا حواها
(٥٥) ذكر الله قائلا مرج البحرين
لكن بذكره قدعناها
صاغها من سبائك المجد تبرا
خالصا يوم صنعه صفاها
هي صديقة الخليقة جمعا
ببهاه الجليل فضلا حباها
وهي تدعى شفيعة الخلق في
الحشر وما في الملا شفيع سواها
رحمة للأنام باللطف جاءت
أبعد الله كل من آذاها
(٦٠) يغضب الله حين تغضبها الخلق
ويرضى عن خلقه لرضاها
بضعة من فؤاد خير البرايا
وقد اشتق من حشاه حشاها
واجتبى أمها خديجة زوجا
بذلت للهدى جميع ثراها
أول المؤمنات بالله كانت
وبحفظ النبي طال عناها
تلك للمؤمنين أرأف أم
عنهم كل فتنة تأباها
(٦٥) إن عين النبي أكرم عين
لم تكرم لأجلها عيناها
يوم وافت بالوعظ تزجر قوما
تركت رشدها ووافت هواها