وتظهر فائدة الخلاف في غير الصورة الأخيرة وهي صورة الإفراد ، نحو : زيد قام ، فتقول على مذهب الكوفيين : الزيدان قام ، والزيدون قام. وعلى مذهب البصريين يجب أن تقول : الزيدان قاما ، والزيدون قاموا ، فتأنّي بألف وواو في الفعل ويكونان هما الفاعلين. هذا معنى قوله : وبعد فعل فاعل.
٣ ـ وجوب ذكر الفاعل لأنه عمدة :
وأشار بقوله : فإن ظهر إلى آخره : إلى أن الفعل وشبهه لا بدّ له من مرفوع ، فإن ظهر فلا إضمار ، نحو قام زيد. وإن لم يظهر فهو ضمير ، نحو : زيد قام أي هو.
٤ ـ إفراد الفعل في حالة تثنية الفاعل أو جمعه :
وجرد الفعل إذا ما أسندا |
|
لاثنين أو جمع كفاز الشهدا (١) |
وقد يقال : سعدا وسعدوا |
|
والفعل للظاهر بعد مسند (٢) |
__________________
(١) إذا : ظرف يتضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق بالجواب المحذوف وتقديره «فجرده» ما : زائده. أسند : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. ونائب الفاعل : ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو» يعود إلى الفعل والجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها. فاز الشهدا : فاز : فعل ماض مبني على الفتح. الشهدا : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف لأنه الآن مقصور ـ وهو في الأصل ممدود ـ فهذه العبارة مثال على أن الفعل بقي مفردا مع أن فاعله جمع.
(٢) مراد المؤلف : قد يقال : سعدا المحسنان ـ مثلا ـ وسعدوا المحسنون. وتعرب كما يلي : سعد : فعل ماض مبنى على الفتح ، والألف حرف يدل على أن الفاعل مثنى. المحسنان : فاعل لسعد مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى. والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. ومثله : سعدوا. فالفعل فيهما ليس مسندا للضمير وإنما هو مسند للاسم الظاهر بعد الضمير.