نعم الكثير فيها استعمال المضارع ، وقلّ استعمال الماضي.
وقول المصنف : «وزادوا موشكا» معناه أنه قد ورد أيضا استعمال اسم الفاعل من «أوشك» كقوله :
٩٤ ـ فموشكة أرضنا أن تعود |
|
خلاف الأنيس وحوشا يبابا (١) |
وقد يشعر تخصيصه «أوشك» بالذكر أنه لا يستعمل اسم الفاعل من «كاد» وليس كذلك ، بل قد ورد استعماله في الشعر كقوله :
٩٥ ـ أموت أسى يوم الرّجام وإنّني |
|
يقينا لرهن بالذي أنا كائد (٢) |
__________________
(١) البيت لأبي سهم الهذلي ، خلاف : أي بعد الأنس بسكانها ، وحوشا : ضبطت بفتح الواو ومعناها متوحشة. وبضم الواو فهي جمع وحش ، يقال : أرض وحش إن كانت خالية أو ترتع فيها الوحوش. يبابا : خرابا.
المعنى : إن أرضنا لتوشك أن تصبح موحشة خرابا بعد أن تصدع شمل أهلها وتفرق عنها سكانها.
الإعراب : موشكة : خبر مقدم لأرضنا. وفيه ضمير مستتر تقديره هي اسم الموشكة عائد إلى أرض المتأخرة لفظا المتقدمة رتبة. أرضنا : أرض : مبتدأ مؤخر ، نا : في محل جر بالإضافة ، أن : حرف ناصب ، تعود : فعل مضارع ناقص (بمعنى تصير) ، منصوب بأن ، واسمه ضمير مستتر تقديره هي ، والجملة في محل نصب خبر موشكة ، خلاف : ظرف زمان منصوب متعلق بوحوشا ، الأنيس : مضاف إليه ، وحوشا : خبر تعود منصوب ، يبابا : خبر ثان منصوب (أو تعود : فعل تام وخلاف متعلق به ، وحوشا : حال ، يبابا : حال ثانية أو صفة).
الشاهد فيه : قوله «موشكة ... أن تعود» فقد جاء اسم الفاعل من أوشك عاملا عمل فعله.
(٢) البيت لكثير بن عبد الرحمن ، أسى : حزنا ، الرجام : اسم موضع جرت فيه معركة.
المعنى : كدت أهلك لوعة حزنا في يوم الرجام ، وإنني رهين حتما لقاء ما كدت ألقاه في ذلك اليوم.