حرف الجر فيصل إلى مفعوله بنفسه نحو «مررت زيدا» قال الشاعر :
١٨ ـ تمرّون الديار ولم تعوجوا |
|
كلامكم عليّ إذا حرام (١) |
أي : تمرون بالديار.
ومذهب الجمهور : أنه لا ينقاس حذف حرف الجر مع غير أنّ وأن (٢) ، بل يقتصر فيه على السماع.
وذهب أبو الحسن علي بن سليمان البغداديّ وهو الأخفش الصغير إلى أنه يجوز الحذف مع غيرهما قياسا بشرط تعيّن الحرف ، ومكان الحذف ، نحو «بريت القلم بالسكين» فيجوز عنده حذف الباء فتقول : «بريت
__________________
(١) قائله : جرير. لم تعوجوا : لم تقيموا. من عاج بالمكان : أقام به.
المعنى : «أقول لأصحابي في حال رحيلنا ومرورنا بديار الأحبة : مررتم بديار أحبتي ولم تقيموا بها مدة من الزمان ، لهذا فقد حرّمت على نفسي كلامكم مجازاة لكم».
الإعراب : تمرون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو فاعل. الديار : منصوب على نزع الخافض ـ الأصل تمرون بالديار كما قدره الشارح ـ ولم تعوجوا : الواو عاطفة أو حالية لم : حرف نفي وجزم وقلب. تعوجوا : مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو فاعل. وجملة «لم تعوجوا» معطوفة على جملة «تمرون». أو حالية في محل نصب كلامكم. كلام : مبتدأ مرفوع والكاف مضاف إليه. والميم علامة جمع الذكور. عليّ : جار ومجرور متعلق بحرام. إذا : حرف جزاء وجواب. حرام : خبر كلام مرفوع.
الشاهد : قوله «تمرون الديار» حيث حذف حرف الجر الذي يتعدى به الفعل اللازم «تمرون» فنصب المجرور على نزع الخافض وهذا مقصور على السماع لا يطرد في كلامنا.
(٢) مثلها «كي» المصدرية فيطرد تقدير اللام قبلها نحو «جئت كي تكرمني» أي «لكي».