المجرور غير «أنّ وأن» لم يجز حذف حرف الجر إلا سماعا ، وإن كان «أنّ وأن» جاز قياسا عند أمن اللبس ، وهذا هو الصحيح.
ترتيب مفعولي الفعل :
والأصل سبق فاعل معنى كمن |
|
من «ألبسن من زاركم نسج اليمن» (١) |
إذا تعدى الفعل إلى مفعولين الثاني منهما ليس خبرا في الأصل ، فالأصل تقديم ما هو فاعل في المعنى نحو «أعطيت زيدا درهما» فالأصل تقديم «زيد» على «درهم» لأنه فاعل في المعنى ؛ لأنه الآخذ للدرهم وكذا «كسوت زيدا جبّة» و «ألبسن من زاركم نسج اليمن» ف «من» مفعول أول ، «ونسج» مفعول ثان ، والأصل تقديم «من» على «نسج اليمن» لأنه اللابس ، ويجوز تقديم ما ليس فاعلا معنى ، لكنه خلاف الأصل.
ويلزم الأصل لموجب عرا |
|
وترك ذاك الأصل حتما قد يرى |
أي يلزم الأصل ، وهو تقديم الفاعل في المعنى ـ إذا طرأ ما يوجب ذلك ، وهو خوف اللبس (٢) ، نحو «أعطيت زيدا عمرا» فيجب تقديم
__________________
(١) ألبسن : ألبس فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. زاركم : زار فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الموصول ، والكاف في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور ، وجملة زاركم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. نسج : مفعول به ثان لألبسن منصوب بالفتحة. اليمن : مضاف إليه مجرور.
(٢) ومنه أيضا كون المفعول الثاني محصورا فيه نحو : «إنما أعطيت زيدا درهما» ومنه كون المفعول الأول ضميرا متصلا والمفعول الثاني اسما ظاهرا نحو «أعطيتك درهما» فلا يقدم الثاني على الأول وإن قدم على الفعل.