زيدا» لأنه واقع موقعه ، فكما أن «اضرب زيدا» لا تأكيد فيه كذلك «ضربا زيدا» وكذلك جميع الأمثلة التي ذكرها ليست من باب التأكيد في شيء ؛ لأن المصدر فيها نائب مناب الفعل ، دال على ما يدلّ عليه وهو عوض منه ، ويدلّ على ذلك عدم جواز الجمع بينهما ، ولا شيء من المؤكدات يمتنع الجمع بينها وبين المؤكّد.
ومما يدلّ أيضا على أن «ضربا زيدا» ونحوه ليس من المصدر المؤكد لعامله أن المصدر المؤكد لا خلاف في أنه لا يعمل ، واختلفوا في المصدر الواقع موقع الفعل : هل يعمل أولا؟ والصحيح أنه يعمل : ف «زيدا» في قولك «ضربا زيدا» منصوب ب «ضربا» على الأصح ، وقيل ، «إنه منصوب بالفعل المحذوف» وهو : «اضرب» فعلى القول الأول ناب «ضربا» عن «اضرب» في الدلالة على معناه وفي العمل. وعلى القول الثاني ناب عنه في الدلالة على المعنى دون العمل.
والحذف حتم مع آت بدلا |
|
من فعله ك «ندلا» اللذكاندلا (١) |
يحذف عامل المصدر وجوبا في مواضع :
(أ) منها إذا وقع المصدر بدلا من فعله (٢) ، وهو مقيس في الأمر والنهي ،
__________________
(١) الحذف : مبتدأ مرفوع بالضمة. حتم : خبر مرفوع بالضمة. مع : ظرف منصوب بالفتحة متعلق بحتم. آت : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين. بدلا : حال من ضمير آت منصوب بالفتحة من فعله : جار ومجرور متعلق ببدلا ، والهاء في محل الجر بالإضافة.
(٢) المصدر الآتي بدلا من فعله نوعان : طلبي ، وخبري ، فالطلبي هو الواقع أمرا أو نهيا أو دعاء أو توبيخا وهذا النوع مقيس على الصحيح بشرط أن يكون له فعل من لفظه وأن يكون مفردا منكرا ، وإلا كان سماعيا نحو : ويله.