ف «ندلا» نائب مناب فعل الأمر ، وهو اندل. والنّدل : خطف الشيء بسرعة ، و «زريق» منادى ، والتقدير : ندلا يا زريق المال ، وزريق : اسم رجل.
وأجاز المصنف أن يكون مرفوعا بندلا ، وفيه نظر ؛ لأنه إن جعل «ندلا» نائب مناب فعل الأمر للمخاطب والتقدير : «اندل» لم يصح أن يكون مرفوعا به ؛ لأن فعل الأمر إذا كان للمخاطب لا يرفع ظاهرا ، فكذلك ما ناب منابه. وإن جعل نائبا مناب فعل الأمر للغائب ، والتقدير «ليندل» صحّ أن يكون مرفوعا به ، لكن المنقول أن المصدر لا ينوب مناب فعل الأمر للغائب ، وإنما ينوب مناب فعل الأمر للمخاطب ، نحو «ضربا زيدا» أي اضرب زيدا. والله أعلم.
وما لتفصيل كإمّا منّا |
|
عامله يحذف حيث عنّا (١) |
(ب) يحذف أيضا عامل المصدر وجوبا إذا وقع تفصيلا لعاقبة ما تقدمه ، كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً)(٢) فمنّا وفداء : مصدران منصوبان بفعل محذوف وجوبا
__________________
(١) ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لتفصيل : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول تقديرها «استقر» عامله : مبتدأ ثان مرفوع بالضمة والهاء مضاف إليه. يحذف : مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الثاني «عامله». وجملة «عامله يحذف» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «ما لتفصيل» حيث : ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب متعلق بيحذف. عنّ : فعل ماض مبني على الفتح. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والألف للإطلاق ـ وجملة عنّ : في محل جر بإضافة حيث إليها.
(٢) من الآية ٤ سورة محمد وهي : «فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ» فإمّا منا : الفاء : عاطفة. إما : حرف تفصيل. منا : مفعول مطلق بفعل محذوف وجوبا منصوب بالفتحة.