تدخل لام الابتداء على معمول الخبر إذا توسّط بين اسم «إنّ» والخبر نحو «إنّ زيدا لطعامك آكل» (١) ، وينبغي أن يكون الخبر حينئذ مما يصحّ دخول اللام عليه كما مثّلنا ، فإن كان الخبر لا يصحّ دخول اللام عليه لم يصح دخولها على المعمول ، كما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرّفا غير مقرون ب «قد» لم يصح دخول اللام على المعمول ، فلا تقول : «إنّ زيدا لطعامك أكل» ، وأجاز ذلك بعضهم.
وإنما قال المصنّف «وتصحب الواسط» أي : المتوسط ، تنبيها على أنّها لا تدخل على المعمول إذا تأخّر ، فلا تقول : «إنّ زيدا آكل لطعامك».
وأشعر قوله بأن اللام إذا دخلت على المعمول المتوسّط لا تدخل على الخبر ، فلا تقول : «إنّ زيدا لطعامك لآكل» ، وذلك من جهة أنّه خصّص دخول اللام بمعمول الخبر المتوسّط ، وقد سمع ذلك قليلا ، حكي من كلامهم : «إني لبحمد الله لصالح».
وأشار بقوله «والفصل» إلى أنّ لام الابتداء تدخل على ضمير الفصل نحو «إنّ زيدا لهو القائم» ، قال الله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ)(٢) ف «هذا» : إسم إنّ ، و «هو» : ضمير الفصل ودخلت عليه اللام ، و «القصص» : خبر إنّ. وسمي ضمير الفصل لأنه يفصل بين الخبر والصفة ، وذلك إذا قلت : «زيد هو القائم» ، فلو لم تأت ب «هو» لاحتمل أن يكون
__________________
(١) لطعامك : اللام : ابتدائية ، طعام : مفعول به مقدم لخبر إن (آكل) ، والكاف : في محل جر بالإضافة.
(٢) من قوله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ، وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ ، وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) آل عمران (٦٢) هذا : اسم إشارة في محل نصب اسم إن ، لهو : اللام : ابتدائية ، هو : ضمير الفصل لا محل له من الإعراب ، القصص : خبر إنّ الحق : نعت.