وهذا هو مراد المصنف بقوله : «لكن ندر ... إلى آخره» ، لكن في قوله «غير مضارع» إيهام ، فإنه يدخل تحته الاسم والظرف والجار والمجرور والجملة الاسمية والجملة الفعلية بغير المضارع ، ولم يندر مجيء هذه كلها خبرا عن «عسى وكاد» بل الذي ندر مجيء الخبر اسما ، وأما هذه فلم يسمع مجيئها خبرا عن هذين.
وكونه بدون «أن» بعد «عسى» |
|
نزر ، و «كاد» الأمر فيه عكسا (١) |
٢ ـ أي : اقتران خبر «عسى» ب «أن» كثير ، وتجريده من «أن» قليل ، وهذا مذهب سيبويه. ومذهب جمهور البصريين أنه لا يتجرد خبرها من «أن» إلا في الشعر ، ولم يرد في القرآن إلا مقترنا ب «أن» ، قال الله تعالى : (فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ)(٢) ، وقال عزوجل :
__________________
الشاهد فيه : قوله : «وما كدت آيبا» فقد جاء خبر «كاد» العاملة عمل ليس مفردا منصوبا والأصل فيه أن يأتي جملة فعلية فعلها مضارع ، ومجيئه مفردا نادر بعد (عسى وكاد) ولذا قال جماعة الرواية (وما كنت آيبا أو : ولم أك آيبا) والمعنى على رواية : كدت : عدت وما كدت أعود لمشارفتي على الهلاك ، وعلى الروايتين الأخريين كما شرحناه.
(١) كونه : كون : مبتدأ ، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة مصدر الفعل الناقص إلى اسمه ، بدون : جار ومجرور متعلق بخبر كون والتقدير : وكونه مرادا بدون ..
نزر : خبر للمبتدأ كون مرفوع ، كاد (قصد لفظه) : مبتدأ أول ، الأمر :
مبتدأثان ، جملة (عكسا) مع نائب الفاعل المستتر خبر للمبتدأ الثاني في محل رفع ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره (الأمر فيه معكوس) خبر للمبتدأ الأول (كاد) في محل رفع.
(٢) قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ ، بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ، وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ، إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ ، يَقُولُونَ : نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ ، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ) (المائدة ٥١ و ٥٢).