وإذا قصد ب «ألا» التمني : فمذهب المازني أنها تبقى على جميع ما كان لها من الأحكام ، وعليه يتمشّى إطلاق المصنّف ، ومذهب سيبويه أنّه يبقي لها عملها في الاسم ، ولا يجوز إلغاؤها ، ولا الوصف أو العطف بالرفع مراعاة للابتداء. ومن استعمالها للتمني قولهم : «ألا ماء ماء باردا» ، وقول الشاعر :
١١٦ ـ ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه |
|
فيرأب ما أثات يد الغفلات (١) |
__________________
الإعراب : ألا : الهمزة : للاستفهام ، لا : نافية للجنس تعمل عمل : إنّ ، اصطبار : اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، لسلمى : اللام : حرف جر متعلق بمحذوف خبر لا ، سلمى : اسم مجرور باللام وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لاتصاله بألف التأنيث المقصورة ، أم : حرف عطف ، لها : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم لجلد ، جلد : مبتدأ مؤخر ، والجملة : معطوفة على الابتدائية السابقة لا محل لها من الإعراب. إذا : ظرف متضمن معنى الشرط في محل نصب ، متعلق بجواب الشرط المحذوف دل عليه ما قبله ، ألاقي : فعل مضارع مرفوع للتجرد بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل : أنا ، الذي : اسم موصول في محل نصب مفعول به لألاقي ، والجملة : في محل جر بإضافة إذا إليها ، لاقاه : لاقى : فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والهاء : في محل نصب مفعول به ، أمثالي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، والياء : في محل جر بالإضافة ، والجملة : لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول
الشاهد فيه : قوله : «ألا اصطبار» فقد أعمل «لا» النافية المسبوقة بهمزة الاستفهام وهما باقيان على معناها ودالان على : الاستفهام عن النفي ، أي أينتفي صبر محبوبته أم تتجلد؟
(١) لم ينسب البيت إلى قائل معيّن ، ولى : مضى وأدبر ، يرأب : يصلح ، أثأت : أفسدت.
المعنى : ليت ما تصرّم من العمر يعود لأصلح فيه ما أفسدته يد الجهل والغفلة.
الإعراب : ألا : حرف تمنّ ، عمر : اسم لا مبنيّ على الفتح في محل نصب ، وليس (للا) خبر ، ولى : فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر للتعذر ، والفاعل : هو