ومثال «حجا» قوله :
١٢٦ ـ قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة |
|
حتى ألمّت بنا يوما ملمّات (١) |
ومثال «جعل» قوله تعالى : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً)(٢). وقيّد المصنّف «جعل» بكونها بمعنى «اعتقد» احترازا من «جعل» التي بمعنى «صيّر» فإنها من أفعال التحويل لا من أفعال القلوب.
__________________
(١) اشتهرت نسبة البيت إلى تميم بن مقبل ، أحجو : أظن وأرجح ، ملمات : نوازل مصائب مفردها ملمة.
المعنى : كنت أحسب أبا عمرو أخا في الشدائد يثق المرء بنجدته ، حتى ألمت بنا الكارثة فلم يكن أهلا للثقة.
الإعراب : قد : حرف تحقيق ، كنت : كان الناقصة مع اسمها ، أحجو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل ، والفاعل : مستتر وجوبا تقديره : أنا ، أبا : مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، عمرو : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، أخا : مفعول به ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، ثقة : مضاف إليه مجرور ، (روى البيت أيضا : أخا ثقة بنصب الكلمتين منونتين فأخا : منصوب بالفتحة ، وثقة : نعت) ، حتى حرف ابتداء ، ألمت : ألم : فعل ماض ، والتاء : للتأنيث ، بنا : جار ومجرور متعلق بألمت ، يوما : ظرف زمان متعلق بألمت ، ملمات : فاعل ألمت. جملة : أحجو أبا عمر أخا ثقة : في محل نصب خبر كان ، وجملة : كان مع معموليها : ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وجملة : ألمت بنا يوما ملمات : في حكم الابتدائية (استئنافية) لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه : قوله : «أحجو أبا عمر أخا ثقة» فقد استعمل مضارع «حجا» بمعنى الرجحان ونصب به مفعولين.
(٢) الزخرف (١٩) وتتمة الآية (أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) والشاهد مجيء «جعل» بمعنى الرجحان ، ونصب المفعولين بها وهما : «الملائكة ، إناثا».