أن تتكلم؟ فقال : ما من الحيين إلّا وقد ذكر فضلا وقال حقّا وأنا أسألكم يا معشر قريش والانصار بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟ أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أم بغيركم؟ قالوا : بل أعطانا الله ومنّ علينا بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا ، قال : صدقتم يا معشر قريش والانصار ، ألستم تعلمون أنّ الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منّا أهل البيت (ثمّ أخذ عليهالسلام يذكر فضائل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام والقوم يقولون : اللهمّ نعم ، ويحتج بالآيات وبحديث الولاية في غدير خم) فقام سلمان فقال : يا رسول الله : ولاءكما ذا؟ فقال : ولاء كولايتي ، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، فأنزل الله تعالى ذكره : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (١) فكبّر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الله أكبر تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي.
فقام أبو بكر وعمر فقالا : يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي؟ (قال :) بل فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة ، قالا : يا رسول الله بيّنهم لنا ، قال : علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمّتي ووليّ كلّ مؤمن بعدي ، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتّى يردوا عليّ الحوض. فقالوا كلّهم : اللهم نعم (وساق الحديث إلى أن قال :)
ثم قال علي عليهالسلام : أيها الناس أتعلمون أنّ الله أنزل في كتابه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٢)
__________________
(١) المائدة : ٣.
(٢) الاحزاب : ٣٣.