عليه وآله وسلّم.
وكان الناس في مصر ينتقصون عثمان لسابقتهم القديمة في ذلك فالثورة على عثمان انفجرت من مصر ، فأخذ الليث يذكر للمصريين فضائل لعثمان ، ومن الطبيعي أنّ عالما مثله في قطر مثل مصر هو أمل السياسة الحاكمة النافية للولاء لأهل البيت عليهمالسلام.
ولهذا نرى أنّ هذه السياسة أمرت بأن لا يقضى في مصر بشيء إلّا بمشورته فجعلت الوالي والقاضي تحت أمر مشورته.
فهذا الخبر إن لم يكن من وضع عبد الله بن صالح أو يكون قد دسّه غيره في كتبه ، فلعل هذا الليث ـ الذي لا نحبّ أن نتهمه بوضع الحديث أو نقل الخبر الموضوع ـ قد رواه ، لأنّه كما قيل لم يكن من الذين يقفون عند النص لا يتجاوزون عنه بل يرى أنّ النصوص ليست ظاهرة فحسب ، ليست كلمات ، بل هي روح لها دلالات وفحوى وعلل ، فلعلّه رأى أنّ وعيد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لمن كذب عليه متعمّدا في مثل الحديث المشهور : «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» روحه أقصر من ظاهره لا يشمل الكذب عليه ، ورواية الحديث الموضوع عليه إذا اقتضب ذلك مصلحة سياسية حكوميّة أو غيرها.
وكيف كان فالمرجّح بالنظر أنّ هذه الزيادة من وضع عبد الله بن صالح أو غيره من رجال الخبر ، ولكن مما يورث سوء ظن الباحث بالليث سيرته في معاشه حتى إنّهم نقلوا عنه أنّه بنى دارا كبيرا في الفسطاط لها نحو عشرين بابا وجعل فيها حديقة ملأها بالأشجار والزهر والريحان.
وكانت الريح تحمل عطرها إلى ما حولها وكان له لكل يوم من أيام السنة ثوب خاص فما يلبس الثوب يومين متتاليين.
وعن أبي العباس السراج : نقلنا مع الليث من الاسكندرية وكان معه