بها عن ابراهيم بن عيسى القصار الكوفي ، عن وكيع بن الجراح (١) رأيتها في أصل كتابه فسألت أن يحدثني به فأبى وقال : لست أحدث بهذا الحديث!! عداوة ونصبا!! وحدثنا بما سواه من كتاب أخرج فيه أحاديث وكيع بن الجراح ، ثم حدثني به بعد ذلك ثوابة. ورواية ابن عتاب أعلى لو كان حدثني». انتهى.
فأنت ترى يا عزيزي القارئ أن ابن عياش العالم الجليل المحدث ، مع أنه وجد الحديث المشتمل على أسماء الائمة الاثني عشر عليهمالسلام في نسخة وكيع بن الجراح المتوفى قبل ارتحال الإمام الرضا عليهالسلام ، والتي كانت عند محمد بن عبد الله بن عتاب بسند أعلى ، لكنه لم يخرجه عنها لأن ابن عتاب الذي كان هو راوى النسخة أبى أن يحدثه به! فرواه عن شيخ آخر هو ثوابة الموصلي! لأنه لم تجر عادة المحدثين على الاكتفاء بنقل الحديث بالوجادة!!
اذا يعلم من ذلك أن الكتب المؤلفة في أعصار الائمة قبل عصر الإمام الثاني عشر منهم عليهمالسلام ، المتضمنة للنصوص الدالة عليهم بعددهم أو بأسمائهم ، وبمولانا المهدي عليهالسلام كانت موجودة عندهم ، ونسبتها إليهم معلومة الثبوت ، كما أن نسبة الكافي الشريف معلومة الثبوت عندنا الى الكليني رحمهالله.
وهذا يكفي في الاعتماد التام على الروايات الواردة عنهم عليهمالسلام المخرجة في كتب المحدثين وأرباب الجوامع الأولية.
وبما سمعته عن ابن عياش تطمئن النفس بأن ما في كتابه منقول عن مؤلفات السابقين ، ولا يبقى لنا شك في كون الخبر الذي أشرنا إليه كان موجودا في كتاب وكيع.
__________________
(١) ـ من مشاهير المحدثين والحفاظ ، ومن معاريف القرن الثانى ولد سنة ١٢٨ او ١٢٧ ، وحج سنة ١٩٦ ومات في الطريق سنة ١٩٧ ، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ج ١١ ص ١٢٣ ـ ١٣١.