الجميع بالوجادة عن نفس كتبهم التي كانت عنده وعند غيره.
اذا ، فلا يشك الحاذق المتضلع أن النصوص الواردة في الائمّة الاثني عشر ، ومولانا المهدي عليهمالسلام ، المخرجة في مثل كمال الدين ، وغيبة الشيخ ، وغيبة النعماني ، كلها مأخوذة من كتب الأصول التي صنفت قبل انتهاء أمر الامامة الى الثاني عشر عليه أفضل الصلاة والسلام ، بل الى والده الإمام الحادي عشر عليهالسلام ، وكانت موجودة معروفة عند الصدوق والشيخ والنعماني ، وغيرهم.
هذا ، وقد اتضح لك بذلك وبكمال الوضوح قوة اعتبار تلك الأحاديث بهذه الملاحظة ، وأن مثل الشيخ وان ذكر في روايته عن كتب ارباب الأصول والكتب من رجالات الحديث في القرون الأولية اسناده إليهم ، الا أن كتبهم كانت عنده ، وأنه ان أراد أن يروي عنهم بالوجادة بلا واسطة كما نروي عن الكليني ـ قدسسره ـ بلا واسطة ... كان له ذلك.
ولكن حيث استقرت سيرتهم على رواية الكتب بالاسناد بالسماع ، أو القراءة ، أو المناولة ، أتعبوا أنفسهم بذلك.
وان شئت المثال الواضح لذلك فراجع كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام لابن عياش الجوهري المتوفى سنة ٤٠١ ، لترى أنه بعد ما روى الحديث الخامس عشر (١) المشتمل على أسماء الائمة الاثني عشر عليهمالسلام عن ثوابة بن أحمد الموصلي الوراق الحافظ ، بالاسناد عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه عبد الله بن عمر ، قال : «وقد كنت قبل كتبي هذا الحديث عن ثوابة الموصلي رأيته في نسخة وكيع بن الجراح التي كانت عند أبي بكر محمد بن عبد الله بن عتاب ، حدثنا
__________________
(١) ـ هو الحديث ٢٧٠ / ١٢٢ من كتابنا هذا.