والثاني والثالث ، التي فيها أحاديث المهدى عليهالسلام وأحاديث الائمة الاثني عشر عليهمالسلام كان جلها أو كلها موجودا عند مصنفي كتب الغيبة ، كالصدوق ، والشيخ ، والفضل بن شاذان ، والنعماني وغيرهم ، ولو شاءوا الرواية بالوجادة عنها لما احتاجوا الى الاسناد ، ولكن ذكروا اسنادهم الى كتب الاولين ، لأن ديدنهم استقر على أن يكون تحملهم للحديث بالسماع أو القراءة على الشيخ ، أو المناولة.
وعلى هذا لا واسطة مثلا بين الشيخ ومشيخة ابن محبوب بالوجادة ، ولا واسطة بيننا وبين ابن محبوب الا الشيخ ، فالشيخ يروي بالوجادة عن المشيخة ، ونحن نروي بالوجادة عن الشيخ عنه في المشيخة ، مع كثرة اسنادنا الى الشيخ في مقام الرواية عن كتبه بالاسناد.
ولذا نرى أن الفقيه العظيم ابن ادريس المتوفى سنة ٥٩٨ المتأخر عن الكليني والصدوق والنعماني والشيخ ، لم يكن ملتزما بنقل أحاديث كتب المتقدمين عليه من معاصري أعصار الأئمة عليهمالسلام بالاسناد المصطلح بين المحدثين ، فاكتفى بنقل الروايات عن نفس تلك الكتب التي كانت عنده ، فمع كونه من أعلام القرن السادس ينقل بالوجادة عن الأجلاء المشاهير من أعلام القرون السابقة عليه الى القرن الثاني بلا واسطة ، كما ننقل نحن بالوجادة عن الكليني والشيخ والمجلسي بالوجادة بلا واسطة ... فيروي هو عن كتب أبان بن تغلب المتوفى سنة ١٤١ ، وعن موسى بن بكر من مؤلفي القرن الثاني ، ومن كتب معاوية بن عمار المتوفى سنة ١٧٥ ، ومن كتاب جميل بن دراج المتوفى قبل سنة ٢٠٠ ، ومن نوادر البزنطي المتوفى سنة ٢٢١ ، وجامع البزنطي أيضا ، ومن كتاب حريز السجستاني من محدثي القرن الثاني ، ومن مشيخة الحسن بن محبوب السراد المتوفى سنة ٢٢٤ ، ونوادر محمد بن علي بن محبوب الاشعري الذي كان عنده بخط الشيخ الطوسي ، ويروي من غيرهم حتى ينتهي الى كتاب قرب الاسناد ، وكتب الصدوق ، والشيخ ، وابن قولويه ، وغيرهم. يروي عن