الأقوياء (١).
ولم يقع المسلمون فيما وقعوا فيه من الفساد الاجتماعي والتفرّق والتخالف والتخاصم وغلبة الأشرار وسلطة الكفّار والمعيشة الضنك ، إلا للإعراض عن هذه المناهج الحكيمة الالهية وجهل بعضهم بقوة هذه التعاليم الرشيدة البنّاءة ، وأخذهم بالبرامج الاستيرادية العلمانية الشرقية أو الغربية ، فلم يكن حالهم إلا كحال تاجر ، خزائنه مملوءة بالجواهر والأحجار الكريمة وهو غافل عنها ولا يعرف قيمتها ، ويشتري من غيره الرمال والأحجار عوضا عن الجواهر بقيمتها وبذهاب عزّه ومجده وحريته واستقلاله ، ولا يفتح خزائنه ليرى أنّ ما يوجد عنده من أنواع الجواهر لا يوجد في سوق من الأسواق ولا عند تاجر من التجّار.
نعم ، قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما من شيء يقرّبكم من الجنّة ويباعدكم من النار الا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقرّبكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه» (٢).
إنّ الأحاديث الشريفة تتضمّن جميع ما يحتاج إليه الإنسان ، فيجب علينا الاهتمام بها ، بدراستها والتفقّه فيها في الكليات والجامعات وفي المحاضرات وجميع
__________________
(١) ـ ولنعم ما قاله البعض من غير المسلمين في قصيدته التي يمدح بها نبيّنا العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم لعظمته الفذّة المفردة في جميع جوانب العظمة والحياة الإنسانية الممتازة :
إنّي وإن اك قد كفرت بدينه |
|
هل أكفرنّ بمحكم الآيات |
إلى أن يقول :
وقواعد لو أنّهم عملوا بها |
|
ما قيّدوا العمران بالعادات |
من دونه الأبطال في كلّ الورى |
|
من حاضر أو غائب او آت |
(٢) ـ الكافي ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ك ٥ ، ب ٣٦ ، ح ٢.