إلا بالتأويل والتسامح والتجوّز ، فليس في أسماء الله تعالى ما هو مرادف للعلة الاولى ولا ما مفهومه مفهومها أو مفهوم غيرها مما أطلقه الفلاسفة الذين عبّروا عن الله تعالى بالعلة الاولى.
كما يعلم أنّ مفهوم مثل الخالق والخالقية والمخلوقية ونحوها الذي يبين به الفرق بين الله وبين ما سواه ليس مفهوم العلة والعلية والمعلولية الذي يدور عندهم عليه تبيين ربط الحادث بالقديم ، على تفاصيل وبيانات مختلفة فلسفية مذكورة في كتب القوم.
وسواء أمكن التوفيق بين ما بنيت عليه دعوة الأنبياء والمعارف القرآنية والمأثورة عن أهل بيت الوحي والذين هم عدل الكتاب ، وما قرره حكماؤنا الإسلاميون الذين ثبتت استقامة طريقتهم واعتمادهم في مسالكهم على هداية الكتاب والسنّة أم لم يمكن فلا ريب أنّ المسلمين في دور طويل وقرون متمادية اشتغلوا بالبحث والجدل حول مسائل لا يمكن إدراكها والوصول الى حقيقتها ، ولم يكلّفهم الشرع البحث عنها ، ولم يستضيئوا فيها بأنوار القرآن وما في الأحاديث من العلوم والمعارف حق الاستنارة والاستضاءة.
ولو لا عناية جماعة من العلماء الأفذاذ ورجالات التفسير والحديث والمعارف ، والذين لم يتتلمذوا إلا في مكتب القرآن والحديث ولم يغترفوا إلا من بحار علوم أهل البيت عليهمالسلام ولم يسألوا الا أهل الذكر ، ولم يأخذوا إلا من أولئك الذين علمهم من علم الله تعالى ، وعندهم ما نزل إلى الرسل وما نزل به الروح الامين الى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لاندرست آثار النبوة.
نعم ، هؤلاء الأعاظم هم تلامذة مدرسة الإسلام ومدرسة القرآن ومدرسة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والإمام أمير المؤمنين وسائر الأئمة عليهمالسلام ، لهم علينا حقّ كبير عظيم ،