التقدير : «وما كان أصبرها» فحذف الضمير وهو مفعول أفعل للدلالة عليه بما تقدم ، ومثال الثاني قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)(١) التقدير ـ والله أعلم ـ «وأبصر بهم» فحذف بهم لدلالة ما قبله عليه.
وقول الشاعر :
٣ ـ فذلك إن يلق المنية يلقها |
|
حميدا وإن يستغن يوما فأجدر (٢) |
__________________
(١) الآية ٣٨ من سورة مريم وهي «أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ».
(٢) قائله : عروة بن الورد من قصيدة يذكر بها أحوال الصعاليك ، وقبله قوله :
ولكن صعلوكا صفيحة وجهه |
|
كضوء شهاب القابس المتنوّر |
ذلك : إشارة إلى الصعلوك المذكور في البيت السابق. المنية : الموت. حميدا : محمودا.
المعنى : «ذلك الفقير الموصوف بما ذكر إن صادف المنيّة صادفها وهو محمود وإن يستغن فما أحقّه بالغنى».
الإعراب : فذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب. إن : حرف شرط جازم. يلق : مضارع مجزوم بإن ـ فعل الشرط ـ بحذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. المنية : مفعول به ليلق منصوب بالفتحة. يلقها : مضارع مجزوم بإن لأنه جواب الشرط وجزاؤه وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وها : مفعول به. حميدا : حال من فاعل يلقها منصوب وجملتا الشرط «إن يلق المنية يلقها» في محل رفع خبر المبتدأ «ذا». وإن : الواو عاطفة. إن : حرف شرط جازم. يستغن : مضارع مجزوم بإن ـ فعل الشرط ـ بحذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو» يوما : ظرف زمان منصوب متعلق بيستغن. فأجدر : الفاء واقعة في جواب الشرط أجدر : فعل ماض لإنشاء التعجب جاء على صورة الأمر مبني على فتح مقدر ، وفاعله محذوف تقديره «به» وجملة «أجدر ...» في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط «إن يستغن .. فأجدر» معطوفة على الشرط السابق ، فمحلهما الرفع ..