ويرفعان مضمرا يفسّره |
|
مميّز ، ك «نعم قوما معشره (١) |
مذهب جمهور النحويين أن «نعم ، وبئس» فعلان ؛ بدليل دخول تاء التأنيث الساكنة عليهما ، نحو «نعمت المرأة هند» و «بئست المرأة دعد».
ذهب جماعة من الكوفيين ـ ومنهم الفراء ـ إلى أنهما اسمان (١) ، واستدلّوا بدخول حرف الجر عليهما في قول بعضهم : «نعم السير على بئس العير» (٢) وقول الآخر : «والله ما هي بنعم الولد ، نصرها بكاء ، وبرّها سرقة» (٣) وخرّج على جعل «نعم وبئس» معمولين لقول محذوف واقع صفة لموصوف محذوف ، وهو المجرور بالحرف ، لا «نعم وبئس» والتقدير : «نعم السير على عير مقول فيه بئس العير ، وما هي بولد مقول فيه نعم الولد» فحذفت الصفة والموصوف ، وأقيم المعمول مقامهما مع بقاء «نعم وبئس» على فعليتهما.
__________________
(١) في مذهب هؤلاء معنى «نعم» «الممدوح» ، ومعنى «بئس» «المذموم» وقد بنيا على الفتح لتضمنهما معنى الإنشاء وهو من معاني الحروف. ويعربون المثال : «نعم الرجل زيد» كما يلي : نعم : مبتدأ ـ بمعنى الممدوح مبني على الفتح في محل رفع. الرجل : بدل من نعم أو عطف بيان زيد : خبر نعم مرفوع بالضمة ومعنى المثال : «الممدوح الرجل زيد» ويمكن إعراب زيد مبتدأ مؤخر ونعم خبره مقدم.
(٢) العير : بفتح العين وسكون الياء : الحمار وجمعه أعيار كبيت وأبيات والأنثى عيرة.
(٣) أي : إنها إذا أرادت أن تنصر أباها على أعدائه تصرخ لتستغيث بالناس ، وإذا أرادت أن تبرّ أحدا سرقت له من مال زوجها.