ما خلا زيدا ، وما عدا زيدا» ف «ما» مصدرية ، و «خلا وعدا» صلتها (١) وفاعلها ضمير مستتر يعود على البعض كما تقدم تقريره ، و «زيدا» مفعول وهذا معنى قوله : «وبعد ما انصب» هذا هو المشهور.
وأجاز الكسائي الجرّ بهما بعد «ما» على جعل «ما» زائدة وجعل «خلا وعدا» حرفي جر : فتقول : «قام القوم ما خلا زيد ، وما عدا زيد» وهذا معنى قوله : «وانجرار قد يرد» ، وقد حكى الجرميّ في الشرح الجرّ بعد «ما» عن بعض العرب.
وحيث جرّا فهما حرفان |
|
كما هما إن نصبا فعلان (٢) |
أي إن جررت ب «خلا ، وعدا» فهما حرفا جرّ ، وإن نصبت بهما فهما فعلان ، وهذا مما لا خلاف فيه.
__________________
(١) موضع ما وصلتها النصب باتفاق النحاة ولكن اختلف في إعرابه على أقوال ثلاثة :
(أ) قيل : هو منصوب على الظرفية ، وما ظرفية نابت هي وصلتها عن الوقت ، التقدير قاموا وقت مجاوزتهم زيدا ، لأنه كثيرا ما يحذف الزمان وينوب عنه المصدر.
(ب) قال ابن خروف : هو منصوب على الاستثناء ، كما ينتصب «غير» في قولك : «قاموا غير زيد».
(ج) قال السيرافي : هو منصوب على الحال وفيها معنى الاستثناء أي : قاموا مجاوزتهم زيدا ـ أي مجاوزين له.
(٢) حيث : ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب متعلق ب «حرفان» جرا : فعل وفاعل ، جر فعل ماض مبني على الفتح والألف فاعله وجملة : جرا في محل جر بإضافة حيث إليها. فهما : الفاء زائدة. هما : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. حرفان : خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.