والشواهد العربية الكثيرة ، معرضا ما أمكن ذلك عن الأقوال الضعيفة ، المبنية على الضرورات ، أو الشاذ النادر من النصوص واللغات ... مما يتيح للطالب بعد ذلك ، أن ينظر في مسائل النحو من جهة ، وفي الأساليب القرآنية ومعانيها وأوجهها من جهة أخرى ، نظر المتمكن المتثبت .. كل ذلك قبل أن ينتقل إلى حواشي المحققين المبسوطة ، وزحمة أقاويلهم واتجاهاتهم المختلفة.
هذا وإن خير وسيلة للتمكن من النحو وقواعده أثناء التحصيل ، هو القيام بالتمرس العملي ، ومزاولة التطبيق الشخصي على النصوص القرآنية خاصة ، إضافة إلى المختار من النصوص العربية الفصيحة الصحيحة شعرها ونثرها بعد ذلك.
وهذا جانب قامت هذه الطبعة بتوفيره ، إذ ختمت كل بحث من بحوثها بقدر واف من الأسئلة الجزئية المدروسة ، تلتها على الأثر نصوص مختارة مناسبة ، لتكون ميدانا عمليا لتثبيت المعلومات النظرية ، وتطبيقا نافعا لها ...
ثم تكون الثمرة بعد ذلك بعون الله تمكنا من هذا العلم الأصيل ، وفهما أفضل للمعاني القرآنية ، وإدراكا أرفع لأساليب البيان القرآني وإعجازه المتميز.
والله سبحانه من وراء القصد ، إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير.
أ. د / محمد علي سلطاني