فإن كان الناصب لها فعلا غير متصرف لم يجز تقديمها عليه ، فتقول «ما أحسن زيدا ضاحكا» ولا تقول : «ضاحكا ما أحسن زيدا» : لأن فعل التعجب غير متصرف في نفسه ، فلا يتصرف في معموله وكذلك إن كان الناصب لها صفة لا تشبه الفعل المتصرف ، كأفعل التفضيل لم يجز تقديمها عليه ، وذلك لأنه لا يثنّى ، ولا يجمع ، ولا يؤنّث فلم يتصرف في نفسه فلا يتصرف في معموله ؛ فلا تقول : «زيد ضاحكا أحسن من عمرو» بل يجب تأخير الحال ؛ فتقول : «زيد أحسن من عمرو ضاحكا».
وعامل ضمّن معنى الفعل لا |
|
حروفه مؤخرا لن يعملا (١) |
ك «تلك ، ليت ، وكأنّ» وندر |
|
نحو «سعيد مستقرا في هجر» (٢) |
لا يجوز تقديم الحال على عاملها المعنوي ؛ وهو : ما تضمّن معنى الفعل دون حروفه : كأسماء الإشارة ، وحروف التمنّي ، والتشبيه ، والظرف والجار والمجرور ، نحو «تلك هند مجردة ، وليت زيدا أميرا أخوك ، وكأن زيدا راكبا أسد ، وزيد في الدار ـ أو عندك ـ قائما» فلا يجوز تقديم
__________________
(١) عامل : مبتدأ مرفوع بالضمة. ضمّن : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عامل. وجملة «ضمّن» في محل رفع نعت للمبتدأ «عامل» معنى : مفعول به ثان لضمّن منصوب بفتحة مقدرة وهو مضاف. الفعل : مضاف إليه مجرور لا : عاطفة. حروفه : معطوف على معنى ومنصوب مثله بالفتحة وهو مضاف والهاء في محل جر مضاف إليه. مؤخرا : حال من ضمير يعملا منصوب. لن : حرف نفي ونصب. يعملا : منصوب بلن بفتحة ظاهرة وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عامل. والألف للإطلاق. وجملة «لن يعملا» في محل رفع خبر المبتدأ «عامل».
(٢) سعيد : مبتدأ مرفوع بالضمة. مستقرا : حال من الضمير في متعلق الخبر. في هجر : جار ومجرور متعلق بخبر محذوف لسعيد تقديره «كائن».