«إلى» فلذلك تجر الآخر وغيره ، نحو «سرت البارحة إلى آخر الليل ، أو إلى نصفه» ولا تجر «حتى» إلا ما كان آخرا أو متصلا بالآخر ، كقوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(١) ولا تجرّ غيرهما ؛ فلا تقول : «سرت البارحة حتى نصف الليل» واستعمال اللام للانتهاء قليل ، ومنه قوله تعالى : (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)(٢).
ويستعمل «من» والباء بمعنى «بدل» فمن استعمال من بمعنى بدل قوله عزوجل : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ)(٣) أي بدل الآخرة ، وقوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ)(٤) أي بدلكم.
وقول الشاعر :
٦٥ ـ جارية لم تأكل المرقّقا |
|
ولم تذق من البقول الفستقا (٥) |
__________________
(١) الآية ٥ من سورة القدر.
(٢) من الآية ٢ من سورة الرعد وهي «اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ».
(٣) من الآية ٣٨ من سورة التوبة وهي «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ».
(٤) الآية ٦٠ من سورة الزخرف.
(٥) قائله : أبو نخيله يعمر بن حزن السعدي. المرقّق : على صيغة اسم المفعول ـ الرغيف الواسع الرقيق. البقول : جمع بقل : وهو كل نبات اخضرّت به الأرض الفستق : ثمر شجر معروف ـ في حلب ـ شمال سورية وفي تركية ـ وهو معروف باسم «الفستق الحلبي».
المعنى : «إن هذه الفتاة بدوية لا تعرف التنعّم والترفّه فلم تأكل المرقّق من الخبز ولم تذق الفستق بدل البقول».