قال : فامر بجدال المخالفين وهو الحجاج لهم اذ كان جدال النبي حقاً.
ومنها قوله تعالى لكافة المسلمين : (ولا تجادلوا أهل الكتاب الاّ بالتي هي احسن) (١٥) فاطلق لهم جدال اهل الكتاب بالحسن ونهاهم عن جدالهم بالقبيح.
ومنها حكايته لقول اصحاب نوح عليه السلام بالاشارة الى مجادلته عليه السلام لهم ، حيث قال تعالى سبحانه (قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا) (١٦).
فلو كان الجدال كلّه باطلاً لما أمر الله تعالى نبيه به ، ولا استعمله الانبياء من قبله ، ولا اذن للمسلمين فيه.
واما الجدال بالباطل فقد بينه الله تبارك وتعالى في مواضع من كتابه منها :
(الم تر الى الذين يجادلون في آيات الله انّى يصرفون) (١٧).
فذمّ المجادلين في آيات الله لدفعها او قدحها وايقاع الشبهة في حقّها ، وهذا النوع من المجادلة هو المنهي عنه في الشريعة الاسلامية.
كما ان القرآن الكريم ـ اورد عند ذكره للانبياء والرسل السابقين عليهم السلام ـ اشكالاً مختلفة من المحجات والمناظرات التي دارت بين اولئك الانبياء عليهم السلام وبين اُممهم ، ومن ذلك قوله تعالى :
١ ـ (الم تر الى الذي حاجّ إبراهيم في ربّه) (١٨).
٢ ـ وقال عز اسمه : (وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء) (١٩).
__________________
(١٥) العنكبوت : ٤٩.
(١٦) هود : ٣٢.
(١٧) المؤمن : ٦٩.
(١٨) البقرة : ٢٥٨.
(١٩) الانعام : ٨٣.