٣ ـ وقال سبحانه آمراً نبيه صلى الله عليه وآله وسلّم بمحاجّة مخالفيه : (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا) (٢٠).
٤ ـ وقال تعالى بعد قوله : (كل الطعام كان حلاً لبني اسرائيل) ـ (فأتوا يالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين) (٢١).
٥ ـ وقال لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم : (فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا ...) (٢٢) الآية.
إذا عرفنا ذلك فلننظر إلى روايات العترة الطاهرة عليهم السلام لنرى ما موقفنا من مسألة المناظرة.
وقبل ذلك ينبغي الاشارة الى الفرق بين الكتاب والسنة في هذه المسألة ، وهو انّ الآيات الشريفة تنظر غالباً الى مناظرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم مع الكفّار في التوحيد والنبوة ، بخلاف الروايات فانّها ناظرة الى المناظرة مع المخالفين في مسألة الإمامة في الاكثر وان تتضمن احياناً ابحاثاً حول صفات الله وسائر البحوث الكلامية.
وعلى أيّة حال فنحن في مواجهة طائفتين من الروايات : طائفة تأمر المسلمين بالذبّ عن دين الله باللسان ، وعلى جهود المدافعين عن حريم الولاية بنحو عام او مع ذكر اسمائهم ، وطائفة اخرى : تنهي عن المناظرة.
ومن الطائفة الاولى نذكر روايتين كنموذج لها :
الـرواية الاولى : ما عن امالي المفيد بسنده عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال : «من اعاننا بلسانه على عدوّنا انطقه الله بحجّته يوم موقفه بين يديه عزّ وجلّ (٢٣).
__________________
(٢٠) الانعام : ١٤٨.
(٢١) آل عمران : ١٩٣.
(٢٢) آل عمران : ٦١.
(٢٣) امالي المفيد ، تصحيح حسين استاد ولي وعلي اكبر غفاري ، مؤسسة النشر الاسلامي ، قم ، ١٤٠٣ ، ص ٣٣ ح ٧.