الرواية الثانية : عن أبي جعفر الاحول ـ المعروف باسم مؤمن الطاق ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما فعل ابن الطيّار».
فقلت : توفّي ، فقال : «رحمه الله ، ادخل الله عليه الرحمة والنضرة ، فانّه كان يخاصم عنّا اهل البيت» (٢٤).
وهنـاك رواية اخـرى تشـابهها عن هشام بن الحكم عن الصادق عليه السلام اوردها المفيد في تصحيح الاعتقاد (٢٥).
ومن جانب اخر كان للنبي والائمة المعصومين مناظرات كثيرة مع مخالفيهم جمعها الشيخ الطبرسي في كتابه القيّم «الاحتجاج» ، وقد ناظر اصحاب الائمة بحضرتهم ، بل يأمرهم ، فقد كان أبو عبد الله عليه السلام يقول لعبد الرحمن بن الحجّاج : «يا عبد الرحمن كلّم اهل المدينة ، فانّي احبّ ان يُرى في رجال الشيعة مثلك» (٢٦).
وكان أبو الحسن الكاظم عليه السلام يأمر محمد بن حكيم ان يجالس اهل المدينة في مسجد رسول الله وان يكلّمهم ويخاصمهم ، حتى كلّمهم في صاحب القبر ، فكان اذا انصرف اليه ، قال له : «ما قلت لهم؟ وما قالوا لك؟» ويرضى بذلك منه (٢٧).
وروى الكليني في الكافي بسنده عن يونس بن يعقوب قال : كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من اجلّة اصحابه في الكلام ، منهم : حمران بن اعين ، ومحمد بن النعمان ، وهشام بن سالم ، والطيار وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شاب.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «يا هشام! الا تخبرني كيف صنعت بعمرو
__________________
(٢٤) اختيار معرفة الرجال ، تصحيح حسن مصطفوي ، كلية الالهيات والمعارف ، جامعة مشهد ، ١٣٤٨ هـ ش ، برقم ٦٥٢.
(٢٥) تصحيح الاعتقاد ٢٧ ، رجال الكشي برقم ٦٥١.
(٢٦) رجال الكشي برقم ٨٣٠.
(٢٧) رجال الكشي برقم ٨٤٤.