ابن عبيد وكيف سألته؟».
فقال هشام يا ابن رسول الله : انّي اجلّك واستحييك ولا يعمل لساني بين يديك.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : «اذا امرتكم بشيء فافعلوا».
فاخذ هشام يحدث عن مناظرته مع عمرو بن عبيد في مسجد البصرة وافحامه ايّاه.
وبعد نقل المناظرة ضحك أبو عبد الله عليه السلام : وقال : «يا هشام ، من علّمك هذا؟».
قال : شيء اخذته منك وألفته.
فقال : «هذا والله مكتوب في صحف ابراهيم وموسى» (٢٨).
ومع هذا كله فقد تخيل المخالفون انّ المناظرة كانت ممنوعة في مكتب اهل البيت وانّ ما يفعله الشيعة يخالف امر ائمتهم.
قال السيد المرتضى في الفصول المختارة : قلت للشيخ أبي عبدالله [المفيد] ادام الله عزّه : إنّ المعتزلة والحشوية يزعمون انّ الذي نستعمله من المناظرة شيء يخالف اصول الإمامية ويخرج عن اجماعهم ، لانّ القوم لا يرون المناظرة ديناً وينهون عنها ، ويروون عن ائمتهم تبديع فاعلها وذمّ مستعملها ، فهل معك رواية عن اهل البيت عليهم السلام في صحّتها ، ام تعتمد على حجج العقو ولا نلتفت الى من خالفها وان كان عليه اجماع العصابة؟
فقال : اخطأت المعتزلة والحشوية في ما ادّعوه علينا من خلاف جماعة اهل مذهبنا في استعمال المناظرة ، واخطأ من ادّعى ذلك من الإمامية ايضاً وتجاهل ، لانّ فقهاء الإمامية ورؤسائهم في علم الدين كانوا يستعملون المناظرة
__________________
(٢٨) الكافي ، للكليني ، تصحيح علي اكبر الغفاري ، دار الكتب الاسلامية ، طهران ، ١٣٧٥ هـ ش ، ج ١ / ١٦٩ ج ٣.