ويدينون بصحّتها وتلّقي ذلك عنهم الخلف ودانوا به ، وقد اشبعت القول في هذا الباب وذكرت اسماء المعروفين بالنظر وكتبهم ومدائح الأئمة لهم في كتابي الكامل في علوم الدين وكتاب الاركان في دعائم الدين وانا اروي لك في هذا الوقت حديثاً من جملة ما اوردت في ذلك ان شاء الله.
اخبرني أبو الحسن احمد ن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمان ـ مولى آل يقطين ـ عن أبي جعفر محمد بن النعمان ، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمدعليه السلام قال : قال لي :
«خاصموهم وبيّنوا لهم الهدى الذي انتم عليه ، وبيّنوا لهم ضلالهم وباهلوهم في علي عليه السلام» (٢٩).
ولعل المقصود من ذكر السند هنا انّ الاكابر من علماء الشيعة يروون صحّة المناظرة كابن الوليد وسعد بن عبد الله واحمد بن محمد بن عيسى ويونس بن عبد الرحمان ، ومعه كيف يتخيّل انّ علماء الإمامية يخالفون المناظرة وينكرونها.
وقد نقل المفيد ما سأله يحيى بن خالد البرمكي بحضرة الرشيد هشام بن الحكم رحمه الله ، وهذه المناظرة مفيدة من جهة التعرُّف على منهج المناظرة ومن جهة المدح الذي قاله الصادق عليه السلام بشأن هشام ، فلنقرأ المناظرة من الفصول المختارة :
قال يحيى لهشام : اخبرني يا هشام عن الحقّ هل يكون في جهتين مختلفتين؟
قال هشام : لا.
قال : فخبّرني عن نفسين اختصما في حكم في الدين وتنازعا واختلفا هل
__________________
(٢٩) الفصول المختارة ، دار الاضواء ، بيروت ، ١٤٠٥ «من طبعة النجف» ، ص ٢٨٤.