وسبله.
واستدل قدس سرّه على ذلك بما روي عن أبي عبد الله عليه السلام : أنّه نهي رجلاً عن الكلام وامر آخر به ، فقال له بعض اصحابه : جعلت فداك ، نهيت فلاناً عن الكلام وامرت هذا به!؟
فقال : هذا ابصر بالحجج وارفق منه (٦٦).
٢ ـ الجدال مع غير الصالح :
إنّ المناظرة يجب ان تكون غايتها الوصول الى معرفة الحق ، فلذلك لا بد ان يرى المناظر في خصمه امكانية معرفة الحق وتقبله ، فيلزم الاجتناب عن مناظرة الاحمق والجاهل ، ففي رواية عن النبي الاعظم صلوات الله وسلامه عليه وآله : «اربع يمتن القلوب ... ومماراة الاحمق تقول ويقول ولا يرجع الى خير» (٦٧).
٣ ـ الجدال بغير المنهج الصحيح :
قد عرفنا في ما سبق عند قراءة رواية هشام بن الحكم أنّ الصادق عليه السلام كان لا يرضى باستعمال القياس في المناظرة ، وقد مرّ تفسير الجدال بغير التي هي احسن في الرواية المذكورة في التفسير المنسوب الى الإمام العسكري : بان تجحد حقاً لا يمكنك ان تفرّق بينه وبين باطل من تجادله ، وانما تدفعه عن باطله بان تجحد الحقَّ (٦٨). وفي ذلك اشارة واضحة الى النهي عن هذا النوع من الجدال والمناظرة ، فراجع.
__________________
(٦٦) تصحيح الاعتقاد : ٢٧.
(٦٧) الخصال : ٢٢٨ ، البحار ٢ / ١٢٨ ح ١٠ ، وايضاً امالي الطوسي ، ومكتبة الداوري ، قم ، «من طبعة المكتبة الحيدرية ، النجف» ج ١ / ٧ ، البحار ٢ / ١٢٩ ح ١٤.
(٦٨) التفسير المنسوب الى الإمام العكسري عليه السلام : ٤٢٩.