[اصحاب هشام بن سالم الجواليقي] (٧٢).
قال يونس : ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا اصحابه ، فزعم هشام ليونس انً أبا الحسن عليه السلام ، بعث اليه فقال له : «كفّ هذه الايّام عن الكلام فانّ الامر شديد».
قال هشام : فكففت عن الكلام حتّى مات المهدي وسكن الامر ، فهذا الامر الذي كان من امره وانتهائي إلى قوله (٧٣).
وفي جملة من الروايات ورد النهي عن المجادلة استدلالاً : بان الله اذا اراد بعبد خيراً نكت في قلبه (٧٤).
والنكت هو ان تضرب في الارض بخشب فيؤثر فيها ، والنقش في الارض ، والمراد القاء الحق فيه واثباته بحيث تنتقش به وتقبله.
قال العلاّمة المجلسي ـ بعد تفسير النكت ـ : والظاهر أنّ الغرض من تلك الاخبار ترك مجادلة من لا يُؤثّر الحقّ فيه وتجب التقيّة منه ، ولمّا كانوا في غاية الحرص على دخول الناس في الايمان كانوا يتعرضون للمهالك (٧٥).
٥ ـ الجدال الذي لا ينفع :
المجادلة كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون مطلوباً مع احتمال التأثير ، وامّا مع عدمه لا يكون مطلوباً ، والجدال مع غير الصالح من مصاديق الجدال غير النافع ، والجدال مع من لا يقبل الحق من مصاديقه ايضاً ، ولهذه
__________________
(٧٢) اختلاق الفرق كان من دسائس الحكومة العباسيّة لبث الفرقة بين المسلمين واثارة الشبهات حول الشيعة وصولاً الى التضييق عليهم وقمعهم ، لان ليس لهذا الفرق وجود اصلاً ، بل ان لأصحاب الأئمة آراء خاصة بهم لا تجعل منهم فرقاً ابداً.
(٧٣) رجال الكشي برقم ٤٧٩ وأيضاً ٤٨٥.
(٧٤) المحاسن للبرقي ، تصحيح المحدّث الارموي ، دار الكتب الاسلامية ، طهران ، ١٣٧٠ ، ج ١ / ٢٠٠ ح ٣٦ ، ٢٠١ ح ٣٨ و ٣٩ و ٤٠ ، ٢٠٢ ح ٤٥.
(٧٥) البحار ٢ / ١٣٣ ذيل ح ٢٧.