وهو كثير ، وأجمع عليه البصريون والكوفيون.
وورد أيضا صرفه للتناسب ، كقوله تعالى : (سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً)(١) فصرف «سلاسل» لمناسبة ما بعده.
وأما منع المنصرف من الصرف للضرورة ، فأجازه قوم ، ومنعه آخرون ، وهم أكثر البصريين ، واستشهدوا لمنعه (٢) بقوله :
٥٢ ـ وممّن ولدوا عامر ذو الطول وذو العرض (٣).
فمنع «عامر» من الصرف ، وليس فيه سوى العلمية ، ولهذا أشار بقوله : «والمصروف قد لا ينصرف» (٤).
__________________
(١) الآية ٤ من سورة الإنسان : وهي : «إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً».
(٢) لمنعه أي لمنع الاسم المنصرف من الصرف للضرورة.
(٣) البيت لذي الإصبع العدواني واسمه حرثان بن الحارث بن محرث ، قيل إنه لقب بذي الإصبع لأن حيّة نهشته في إصبعه : «ذو الطول وذو العرض» كناية عن أنه عظيم الجسم.
الإعراب : ممن : من : حرف جر ومن : اسم موصول مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ولدوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. عامر : مبتدأ مؤخر ، ذو : صفة لعامر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، الطول مضاف إليه. وذو : الواو عاطفة ، ذو معطوفة على ذو الأولى مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. العرض : مضاف إليه وجملة ولدوا : صلة الموصول «من» لا محل لها من الإعراب.
الشاهد : «عامر» فإنه منعه من الصرف فلم ينونه مع أنه ليس فيه إلا علة العلمية وذلك ضرورة.
(٤) أجازه الكوفيون مطلقا وبعض المتأخرين في «العلم» لوجود إحدى العلتين فيه دون غيره ويؤيده أنه لم يسمع في غير علم.