الثاني : الرفع على جعل «أن» مخففة من الثقيلة (١).
فتقول : «ظننت أن يقوم ، وأن يقوم» والتقدير ـ مع الرفع ـ ظننت أنّه يقوم ، فخففت «أنّ» وحذف اسمها ، وبقي خبرها ، وهو الفعل وفاعله.
وبعضهم أهمل «أن» حملا على |
|
«ما» أختها حيث استحقّت عملا (٢) |
يعنى أن من العرب من لم يعمل «أن» الناصبة للفعل المضارع ، وإن وقعت بعد ما لا يدلّ على يقين أو رجحان ، فيرفع الفعل بعدها حملا على أختها «ما» المصدرية ؛ لاشتراكهما في أنهما يقدّر ان بالمصدر ، فتقول : «أريد أن تقوم» كما تقول : «عجبت مما تفعل» (٣).
__________________
(١) الرفع هو الأرجح عند الفصل ـ بلا ـ ؛ لأن الفصل بلا بين المخففة ومدخولها أكثر من الفصل بين الناصبة للمضارع ومدخولها وقرىء بالوجهين قوله تعالى : «وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ». والرفع واجب عند الفصل بغير «لا» كقد والسين ولن ، كقولك «ظننت أن ستقوم» ؛ لأن المصدرية لا تفصل بذلك.
(٢) بعض : مبتدأ ، والهاء مضاف إليه ، والميم للجمع ، أهمل : فعل ماض والفاعل هو والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «أن» مفعول به. حملا : حال منصوب مؤول بالمشتق أي : حاملا أو منصوب بنزع الخافض ، على ما : جار ومجرور متعلق بحملا ، أختها : بدل من ما أو عطف بيان ، حيث : ظرف مكان مفعول فيه مبني على الضم في محل نصب متعلق ب «أهمل» استحق : فعل ماض والفاعل هي يعود إلى أن ، والتاء للتأنيث عملا : مفعول به وجملة استحقت مع الفاعل في محل جر بإضافة حيث إليها.
(٣) وكذلك أعمل بعضهم «ما» المصدرية حملا على أن المصدرية وخرج عليه الحديث «كما تكونوا يول عليكم».