أي : إذا اجتمع الشرط والقسم أجيب السابق منهما ، وحذف جواب المتأخّر ، هذا إذا لم يتقدم عليهما ذو خبر ، فإن تقدّم عليهما ذو خبر رجّح الشرط مطلقا ، أي : سواء كان متقدما أو متأخرا ، فيجاب الشرط ويحذف جواب القسم ، فتقول : «زيد إن قام والله أكرمه» و «زيد والله إن قام أكرمه».
* * *
وربّما رجّح بعد قسم |
|
شرط بلا ذي خبر مقدّم |
أي : وقد جاء قليلا ترجيح الشرط على القسم عند اجتماعهما وتقدّم القسم ، وإن لم يتقدّم ذو خبر ، ومنه قوله :
٧٧ ـ لئن منيت بنا عن غبّ معركة |
|
لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل (١) |
__________________
(١) البيت للأعشى ، منيت : ابتليت ، غبّ : عقب أي بعد ، ننتفل : نتبرأ ونتنصّل والله لئن ابتليت بنا بعد المعركة لا تجدنا نتبرأ عن دماء القتلى.
الإعراب : لئن : اللام موطئة للقسم ، إن : حرف شرط جازم ، منيت : مني : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك في محل جزم فعل الشرط ، والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل ، بنا : جار ومجرور متعلق ب «منيت» عن غب : جار ومجرور متعلق بمنيت ، غب مضاف ، معركة مضاف إليه ، لا : نافية ، تلفنا : تلف : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بحذف حرف العلة من آخره والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت و «نا» مفعول به أول. عن دماء : جار ومجرور متعلق بلا تلفنا ، دماء مضاف القوم مضاف إليه ، ننتفل : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن والجملة في محل نصب مفعول به ثان للا تلفنا. وجواب القسم محذوف دلّ عليه جواب الشرط.
الشاهد : «لا تلفنا» فقد جعله جوابا للشرط مع تقدم القسم عليه وعدم تقدم ما يطلب خبرا وحذف جواب القسم لدلالة جواب الشرط عليه ، وقد منع ذلك الجمهور وحملوا البيت على الضرورة أو أن اللام زائدة لا موطئة للقسم.