«مهما يك من شيء فزيد منطلق» فأنيبت «أما» مناب «مهما يك من شيء» فصار «أما فزيد منطلق» ثم أخرت الفاء إلى الخبر ، فصار «أما زيد فمنطلق» ؛ ولهذا قال : «وفا لتلو تلوها وجوبا ألفا».
* * *
وحذف ذي الفا قلّ في نثر إذا |
|
لم يك قول معها قد نبذا (١) |
قد سبق أن هذه الفاء ملتزمة الذّكر ، وقد جاء حذفها في الشعر كقوله :
٨٠ ـ فأما القتال لا قتال لديكم |
|
ولكنّ سيرا في عراض المواكب (٢) |
__________________
(١) إذا : ظرف متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلق بمحذوف جواب الشرط دل عليه الكلام السابق أي إذا لم يك قول قلّ الحذف لم : حرف نفي وجزم وقلب ، يك : فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف ، قول : اسم يك ، معها : مع مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق ب «نبذ» وها مضاف إليه ، قد : حرف تحقيق نبذ : فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى قول : وجملة نبذ في محل نصب خبر يك ، وجملة لم يك مع اسمها وخبرها في محل جر بإضافة إذا إليها ، وجواب الشرط محذوف دل عليه الكلام السابق تقديره إذا لم يك قول قد نبذ فحذف الفاء قليل.
(٢) البيت للحارث بن خالد المخزومي : عراض : جمع عرض وهي الناحية ، المواكب : الجماعة ركبانا أو مشاة. يصفهم بالجبن وأنهم لا يقدرون على القتال ولكن يسيرون في جانب المواكب.
الإعراب : أما : حرف شرط وتفصيل ، القتال : مبتدأ مرفوع ، لا : نافية للجنس تعمل عمل إن ، قتال : اسمها مبني على الفتح في محل نصب لدى : ظرف مكان مفعول فيه متعلق بمحذوف خبر لا النافية للجنس ، لدى مضاف والكاف مضاف إليه ، والميم للجمع ، وجملة لا مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ «القتال» ولكنّ الواو استثنافية ، لكن. حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، سيرا اسم لكنّ منصوب وخبرها محذوف تقديره ولكن سيرا لديكم أو لكم. ويجوز