أي : فلا قتال ، وحذفت في النثر أيضا بكثرة ، وبقلة :
فالكثرة عند حذف القول معها ، كقوله عزوجل ، (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ) (١) أي : فيقال لهم : أكفرتم بعد إيمانكم.
والقليل : ما كان بخلافه ، كقوله صلىاللهعليهوسلم : «أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله» هكذا وقع في صحيح البخاري «ما بال» بحذف الفاء ، والأصل : أما بعد فما بال رجال ، فحذفت الفاء! (٢).
لو لا ولو ما يلزمان الابتدا |
|
إذا امتناعا بوجود عقدا |
للو لا ولو ما استعمالان :
أحدهما : أن يكونا دالّين على امتناع الشيء لوجود غيره ، وهو المراد بقوله : «إذا امتناعا بوجود عقدا» ويلزمان حينئذ الابتداء ، فلا يدخلان إلا على المبتدأ ، ويكون الخبر بعدهما محذوفا وجوبا ، ولا بدّ لهما من جواب (٣) ، فإن كان مثبتا قرن باللام غالبا ، وإن كان منفيا
__________________
أن يكون اسم لكن محذوف تقديره ولكنكم ، وسيرا مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تسيرون سيرا وجملة الفعل المحذوف مع فاعله في محل رفع خبر لكن. في عراض جار ومجرور متعلق ب «سيرا» عراض مضاف المواكب : مضاف إليه.
الشاهد : «لا قتال لديكم» فإنه حذف الفاء من جواب أما للضرورة وكان يجب أن يقول «أما القتال فلا قتال لديكم».
(١) آية ١٠٦ سورة آل عمران وهي : «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ».
(٢) الأولى في هذا عدم تخريج الحديث على القليل لجواز تقدير حذف الفاء داخلة على قول محذوف أي أما بعد فأقول ما بال رجال.
(٣) قد يحذف الجواب إذا دلّ عليه دليل كقوله تعالى : «وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ» والتقدير أي لهلكتم.