بما تجرّد عنها غالبا ، وإن كان منفيا بلم لم يقترن بها ، نحو «لو لا زيد لأكرمتك ولو ما زيد لأكرمتك ، ولو ما زيد ما جاء عمرو ، ولو ما زيد لم يجيء عمرو» فزيد ـ في هذه المثل ونحوها ـ مبتدأ وخبره محذوف وجوبا والتقدير : لو لا زيد موجود ، وقد سبق ذكر هذه المسألة في باب الابتداء.
وبهما التحضيض مز ، وهلا ، |
|
ألا ، ألا ، وأولينها الفعلا (١) |
أشار في هذا البيت إلى الاستعمال الثاني للو لا ولو ما ، وهو الدلالة على التحضيض ، ويختصان حينئذ بالفعل ، نحو «لو لا ضربت زيدا ، ولو ما قتلت بكرا».
فإن قصدت بهما التوبيخ كان الفعل ماضيا ، وإن قصدت بهما الحثّ على الفعل كان مستقبلا بمنزلة فعل الأمر ، كقوله تعالى : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا)(٢) أي : لينفر.
وبقية أدوات التحضيض حكمها كذلك ، فتقول : «هلّا ضربت زيدا ، وألّا فعلت كذا» وألا مخفّفة كألّا مشدّدة.
وقد يليها اسم بفعل مضمر |
|
علّق ، أو بظاهر مؤخّر |
قد سبق أن أدوات التحضيض تختص بالفعل ، فلا تدخل على الاسم ، وذكر في هذا البيت أنه قد يقع الاسم بعدها ، ويكون معمولا لفعل مضمر ، أو لفعل مؤخّر عن الاسم ، فالأول كقوله :
__________________
(١) بهما : جار ومجرور متعلق بمز ، التحضيض : مفعول مقدم ل مز ، مز : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، وهلا وألّا وألا معطوفات على الضمير المجرور بالياء وأولينها : الواو عاطفة أولي : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، والنون حرف لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، وها : مفعول أول ، والفعلا مفعول ثان ، والألف للإطلاق.
(٢) آية ١٢٢ سورة التوبة وهي «وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ».