........................................................................
______________________________________________________
وقد استشكلت دلالة الخبر من وجوه :
أحدها : استعمال (السين) الدالة على قرب وقوع مدخولها ، والخلاف والتفرق إنما حصل بعد مدة طويلة.
وهذا ليس بشئ ، لأن كل ما هو آت قريب إذا كان محقق الحصول ، على أن من نظر بعين البصيرة إلى العالم الدنيوي ، وقاسه إلى العالم الأخروي ، لم يكن جميع عمر الدنيا من أوله إلى آخره إلا بمنزلة اللحظة أو أقصر.
وثانيها : من حيث العدد ، لأنه إن حمل على أصول المذاهب فهي أقل من العدد ، وإن حمل على فروعها فهي أكثر منه.
وتدفعه إرادة افتراقها في العقائد ، فإنها تزيد على العدد المذكور ، كما ضبطه كثير ممن عني بذلك ، وبعد رد بعضها إلى بعض يتم العدد المذكور ، إذ لا شبهة في أن معتقد بعض الفرق لا يوجب الخروج عن مذهب الأخرى ، وإن خالفت عقائدها بخلاف بعض الفرق الأخر ، فإنها توجب الخروج عنها ، على أنه يجوز أن يكون بين الأصول مخالفة تبلغ هذا العدد ، أو أنها بلغت في وقت من الأوقات ذلك ثم زادت أو نقصت ، أو أن البعض أخفى أصل مذهبه لقيام الضرورة من الدين على خلافه.
وثالثها : ما يقال من أن المراد إن كان الخلود فيها ، فهو خلاف الإجماع لأن المؤمن لا يخلد ، وإن أريد مجرد الدخول ، فهو مشترك لوجود العصاة في الكل.
وفيه : إن إجماع أهل البيت عليهمالسلام على خلافه ، لجواز كون معصية الناجية مغفورة ، بل الروايات عن أهل البيت عليهمالسلام في هذا كثيرة.