« فوات الوفيات » قال ما لفظه :
« وكان المتوكل قد أمر سنة «٢٣٦ هـ» بهدم قبر الحسين عليهالسلام وهدم ما حوله من الدور ، وأن يعمل مزارع ويحرث ، ومنع الناس عن زيارته ويبقى صحراء ، وكان المتوكل معروفاً بالنصب فتألم المسلمون لذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان ، وهجاء الشعراء ».
٧ ـ وجاء في الصفحة نفسها من تلك الرسالة : « وفي أمالي شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي : أسند مصنفناً عن القاسم بن أحمد بن معمر الأسدي الكوفي ، وكان له علم بالسير وأيام الناس. قال : بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون ينينوى لزيارة قبر الحسين فيصير الى قبره منهم خلق كثير ، فأنفذ قائداً من قواده وضم اليه كثيفاً من الجند كثيراً ليكرب قبر الحسين عليهالسلام ويمنع الناس عن زيارته والاجتماع الى قبره ، فخرج القائد الى الطف ، وعمل ما أمره ، وذلك سنة «٢٣٧ هـ» فنادى أهل السواد له واجتمعوا عليه ، وقالوا : لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته ، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا ، فكتب بالأمر الى الحضرة ، فورد كتاب المتوكل الى القاعد بالكف عنه والمسير الى الكوفة ، مظهراً أن مسيرته اليها في مصالح أهلها ، والانكفاء الى المصر فمضى الامر على ذلك ، حتى إذا كانت سنة «٢٤٧ هـ» ، فبلغ المتوكل أيضاً مسير الناس من أهل السواد والكوفة الى كربلاء لزيارة قبر الحسين ، وأنه قد كثر جمعهم لذلك وصار لهم سوق كبير ، فأنفذ قائداً في جمع كبير من جنده ، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبره ، وهدم القبر وحرث أرضه وانقطع الناس عن الزيارة ، وعمد على التتبع لآل أبي طالب والشيعة ، ففعل ولم يتم له ما قدره ... » (١).
٨ ـ وجاء في الصفحة «٣١» من الرسالة نفسها ما عبارته :
__________________
(١) امالي الطوسي ١ : ٣٣٧.