فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل أبيه المتوكل.
وقيل : إن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء المأمون والمعتصم ، والواثق في محبة علي وأهل بيته ، وإنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي ، منهم علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامه بن لؤي ، وعمرو بن فرخ الرخجي ، وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أمية ، وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجه. وكانوا يخوفونه من العلويين ، ويشيرون عليه بإبعادهم والإعراض عنهم والإساءة اليهم ، ثم حسّنوا اليه الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس بعلو منزلتهم في الدين ، ولم يبرحوا به حتى ظهر منه ما كان فغطت هذه السيئة جميع حسناته ... ».
٥ ـ قال ابن خلكان ما يلي :
لما هدم المتوكل قبر الحسين في سنة «٢٤٦ هـ» قال البسامي علي بن محمد الشاعر البغدادي المشهور :
تالله إن كانت أمية قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيها مظلوماً |
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله |
|
هذا لعمرك قبره مهدوماً |
اسفوا على أن لا يكونوا شايعوا |
|
في قتله فتتبعوه رميماً (١) |
٦ ـ جاء في الصفحة «٣٠» من رسالة « نزهة أهل الحرمين » المار ذكرها ما نصه :
وكذلك ما ذكره الملك المؤيد اسماعيل أبو الفداء في تاريخه « مختصر أخبار البشر » قال ما لفظه : ثم دخلت سنة «٢٣٦ هـ» في هذه السنة أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام وهدم ما حوله من المنازل ، ومنع الناس من إتيانه. انتهى موضع الحاجة من كلامه. وكذلك محمد بن شاكر بن أحمد الكتبي في
__________________
(١) وفيات الاعيان لابن خلكان ٣ : ٣٦٥.