ما يلي :
« ولما توفي المعتصم وجلس الواثق في الخلافة أحسن الى الناس ، واشتمل على العلويين ، وبالغ في إكرامهم والإحسان اليهم ، والتعهد لهم بالأموال ... ».
أقول : لقد بويع الواثق سنة «٢٢٧ هـ» ، ومات سنة «٢٣٢ هـ» ، وكما مر في صدر هذا الفصل : إن هذين الخليفتين قد مهدا السبيل لزوار قبر الحسين في كربلاء ، وازالا عن طريقهم العقبات في إقامة المناحات والمآتم على الامام الشهيد.
٤ ـ جاء في الصفحتين «٣٦ و ٣٧» من المجلد «٧» من الكامل لابن الأثير عند ذكر حوادث سنة «٢٣٦ هـ» ما نصه :
« في هذه السنة أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي عليهماالسلام وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يبذر ويسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فنادى بالناس في تلك الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق ، فهرب الناس وتركوا زيارته وخرب وزرع. وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليهالسلام ولأهل بيته. وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى علياً وأهله بأخذ المال والدم.
وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث ، وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة ، ويكشف رأسه وهو أصلع ، ويرقص بين يدي المتوكل والمغنون يغنون :
قد أقبل الأصلع البطين ، خليفة المسلمين.
يحكي بذلك علياً عليهالسلام والمتوكل يشرب ويضحك ، ففعل ذلك يوماً والمنتصر ـ ابنه ـ حاضر ، فأومأ الى عبادة يتهدده ، فسكت خوفاً منه. فقال المتوكل : ما حالك؟ فقام وأخبره. فقال المنتصر : يا أمير المؤمنين : إن الذي يحكيه هذا الكاذب ويضحك منه الناس هو ابن عمك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك ، فكل أنت لحمه إذا شئت ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله فيه. فقال المتوكل للمغنين : غنوا جميعاً :
غار الفتى لابن عمه ـ رأس الفتى في حر أمه.