في الحديث العلوي فراجع تجده (١).
ومن حديث المعراج لمّا بلغ جبرئيل بالنبيّ ، صلىاللهعليهوآله إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة ، فإذا جبرئيل ينصرف قلت : خليلي جبرئيل في مثل هذا المكان! ـ أو في مثل هذه السدرة تخلفني وتمضي؟ فقال : حبيبي والذي بعثك بالحق نبيّاً ، إنّ هذا المسلك ما سلكه نبيّ مرسل ، ولا ملك مقرّب ، أستودعك ربّ العزة. وما زلت واقفاً حتى قذفت في بحار النور ، فلم تزل الأمواج تقذفني من نور إلى ظلمة ، ومن ظلمة (٢) إلى نور ، حتى أوقفني ربّي الموقف الذي أحبّ أن يقفني عنده من ملكوت الرحمن ، فقال عزّ وجلّ : يا أحمد قف ، فوقفت منتفضاً مرعوباً ، فنوديت من الملكوت : يا أحمد ، فألهمني ربّي فقلت : لبيك ربّي وسعديك ها أنا ذا عبدك بين يديك ، فنوديت : يا أحمد العزيز يقرأ عليك السلام ، قال : فقلت : هو السلام ومنه وإليه يعود السلام ... (٣) ...
بيـان : الكلام الأخير يجدر ذكره في ( ١ ـ السلام اسم من أسماء الله ـ تعالى ـ الحسنى ).
قد حان إنجاز الوعد لذكر سلام صلاة المعراح : وننقل لك رواية الشيخ الكليني من الكافي من باب النوادر في المعراج المطولة (٤) : علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أُذينة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال : ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت : جعلت فداك في ماذا؟ فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم. فقلت : إنهم يقولون : إن أُبي بن كعب رآه في النوم ، فقال : كذبوا ، فإنّ دين الله عزّ وجلّ أعزّ من أن يُرى في النوم ، قال : فقال له سدير الصيرفي : جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكراً ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : إن الله عزّ وجلّ لمّا عرج بنبيه ، صلى
__________________
١ ـ البحار ١٨ | ٣٩٤.
٢ ـ إذا قيل : نور وأنور فالفاقد للمزيد صحّ نسبة الظلمة إليه.
٣ ـ البحار ١٨ | ١٣.
٤ ـ تفسيراً لسورة الإسراء : وقد كانت العروج في ليلة إحدى وعشرين من رمضان ، قبل الهجرة بستة أشهر وكان الإسراء ... وفي ليلة ٢٧ في رجب سنة ٢ من الهجرة.