إقامته : حيّ على خير العمل (١) ، ثم تقدّم محمد ، صلىاللهعليهوآله ، وصلى بالقوم (٢) ، فأنزل الله عليه ( وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ءالهة يعبدون ) الأية ، فقال لهم رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، : على ما تشهدون؟ وما كنتم تعبدون؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، وإنك رسول الله ، أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا ، قال نافع : صدقت يا بن رسول الله ، يا أبا جعفر ، أنتم والله أوصياء رسول الله ، وخلفاؤه في التوارة ، وأسماؤكم في الإنجيل ، وفي الزبور ، وفي القرآن ، وأنتم أحقّ بالأمر من غيركم » (٣).
بيـان :
دلّ الحديث الباقري الأول على أنّ إقامة الجماعة كانت في البيت المعمور المحاذي للكعبة ، والثاني على إقامتها في بيت المقدس.
الجواب : لا علم لنا بالمسامة ، والمحاذاة الحقيقية ، فلعلها يسع الفضاء للأمرين ، والعلم عند الله عزّ وجلّ. ولهم عليهمالسلام تصاريف في الكلام يراعون حال المخاطبين في ، وله نظائر في أحاديثهم عليهمالسلام لا مجال لذكرها.
ويمكن حمل الأول على إسراء ، والثاني على إسراء آخر ، كما احتمله ابن طاوس ، قال في بعض كلماته التي نقلها المجلسي في عدد الأنبياء هناك : لعل هذا الإسراء كان دفعة أخرى ، غير ما هو مشهور ، فإنّ الأخبار وردت مختلفة في صفات الإسراء ، ولعل الحاضرين من الأنبياء كانوا في هذه الحال ، دون الأنبياء الذين حضروا في الإسراء الآخر ، لأن الأنبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ، ولعلّ الحاضرين من الأنبياء كانوا في هذه هم المرسلون (٤) .. أو البيت المعمور هو المسجد الأقصى كما ذكره المجلسي
__________________
١ ـ يعني هلم إلى الصلاة فإنها خير الأعمال.
٢ ـ أي النبيين.
٣ ـ تفسير القمي ٢ | ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، تفسير الصافي ٢ | ٥٣١ ـ ٥٣٢ ، الاحتجاج | ٥٩ ـ ٦٠ ، روضة الكافي ١٢٠ ـ ١٢١.
٤ ـ البحار ١٨ | ٣١٨.