بيـان :
قال العلامة المجلسي : ويدل على ما أجمع عليه أصحابنا من أنّ الأذان والإقامة بالوحي لا بالنوم كما ذهب إليه العامة ، وعلى ثبوت المعراج وهو معلوم متواتر ، وعلى كون أرواح الأنبياء في السماء في أجسادهم الأصلية ، أو المثالية على الخلاف ، وقد تكلمنا في جميع ذلك في كتابنا الكبير (١) ، وأما حضور الصلاة فالمراد أما صلاة أوجب الله عليه في ذلك الوقت ، وأوحى إليه أن أصلها في الأرض عند الزوال ، ووصل في السماء إلى (٢) مكان يكون في المكان الذي يحاذيه في الأرض ، أول الزوال ، ويدل على جواز كون المؤذّن والمقيم غير الإمام ، وعلى جواز اتّحادهما ، وما ورد في التفريق لا يدلّ على التعيين (٣).
ويدلّ على إمامته ، صلىاللهعليهوآله ، للنبيين في السماء ما جاء في تفسير قوله تعالى : ( وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ءالهة يعبدون ) (٤).
من الباقري وسؤال نافع بن الأزرق ، صاحب هشام بن عبد الملك ، وممّا سأله أن قال نافع بعد تلاوة الآية :
« من ذا الذي سأل محمداً وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة!؟ قال : فتلا أبو جعفر عليهالسلام هذه الآية : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنُريه من ءاياتنا ) (٥). فكان من الآيات التي أراها الله محمداً ، صلىاللهعليهوآله ، حين أسرى به إلى بيت المقدس ، أن حشر الله الأوّلين والآخرين من النبيين ، والمرسلين ، ثم أمر جبرئيل فإذّن شفعاً ، وأقام شفعاً (٦) ، ثم قال في
____________
١ ـ أي كتاب البحار ؛ لأنه أكبر كتاب صنفه طاب ثراه.
٢ ـ البيت المعمور في السماء الرابعة ، يحاذي الكعبة في البيت الحرام ، وفيه ضراح مطاف الملائكة.
٣ ـ مرآة العقول ١٥ | ٨١.
٤ ـ الزخرف : ٤٥.
٥ ـ الإسراء : ١.
٦ ـ أي : اثنين اثنين.