لم يسلّم على يساره ، إلا أن يكون يمينه إلى الحائط ، ويساره إلى مصلٍّى معه خلف الإمام فيسلم على يساره.
قلت : فتسليم الإمام على من يقع؟.
قال : على مَلَكَيْه والمأمومين ، يقول لملائكته : اكتبا سلامة صلاتي لما يفسدها ، ويقول لمن خلفه : سلمتم وأمنتم من عذاب الله عزّ وجلّ.
قلت : فلِمَ صار تحليل الصلاة التسليم؟.
قال : لأنه تحية الملكين ، وفي إقامة الصلاة بحدودها ، وركوعها ، وسجودها ، وتسليمها سلامة للعبد من النار ، وفي قبول صلاة العبد يوم القيامة قبول سائر أعماله ، فإذا سلمت له صلاته سلمت جميع أعماله ، وإن لم تسلم صلاته وردّت عليه ، ردّ ما سواها من الأعمال الصالحة (١).
أقول : جئنا على هذا الحديث الشريف عن آخره لاشتماله على علل سلام الصلاة ، وتفسيره المستوفى ، فليعلم المصلّي ماذا يصنع ، وما يقول ، هذه معاني سلام صلاته علم بها أو جهلها.
إذا دريت ما رويناه فإليك صلاة النبيّ ، صلىاللهعليهوآله ، في السماء في ليلة المعراج :
روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، والفضل ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : لمّا أسري برسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، إلى السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة ، فأذّن جبرئيل وأقام ، فتقدّم رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، وصفّ الملائكة ، والنبيّون خلف محمد صلىاللهعليهوآله » (٢).
__________________
١ ـ علل الشرائع ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ، الباب ٧٧. الوسائل ٤ | ١٠٠٥ مختصراً ونقلاً عنه ، وفي ١٠٠٩ ـ ١٠١٠ تفصيلاً.
٢ ـ الكافي ٣ | ٣٠٢. باب بدء الأذان والإقامة ... ، الوسائل ٤ | ٦١٢.